فسأل خالد بن الوليد قتله ، فمنعه النبىُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من ذلك ، فلمّا ولَّى قال النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إنّ من ضئضئي هذا قوماً يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرُقونَ من الإسلام مروقَ السّهم من الرميّة ، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ، لئن أدركتهم لأقتلنّهُم قتل عاد ». ( صحيح البخاري ٨ : ١٧٨ ).
وهذا منافقٌ آخر من الصحابة يتّهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالحيف في القسمة ، ويواجه النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في غير أدب بقوله : « يا محمّد اتّق الله »!! ورغم معرفة النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لنفاقه ، وأنّه يخرج من ضئضئه قومٌ يمرقُون من الإسلام مروق السّهم من الرميّة ، فيقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ، ورغم ذلك كلّه منع النبىُّ خالد من قتلهِ.
وفي هذا جواب لأهل السنّة الذين كانوا كثيراً ما يحتجّون علىَّ بقولهم : لو كان رسول الله يعلم أنّ من أصحابه منافقين سيكُونون سبباً في ضلالة المسلمين ، لوجب عليه قتلهم لحماية أُمّته وحماية دينه!!
وأخرج البخاري في صحيحه من جزئه الثالث في باب إذا أشار الإمامُ بالصلح من كتاب الصلح :
أنّ الزبير كان يحدّثُ أنّه خاصم رجلا من الأنصار قد شهد بدْراً إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في شراج من الحرّة كانا يسقيان به كلاهما ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم للزبير : اسقِ يا زبير ، ثمّ أرسل إلى جارك ، فغضب الأنصارىُّ فقال : يا رسول الله إن كان ابن عمّتك؟ فتلوَّنَ وجهُ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. ثمّ قال : « اسق ثمّ أحبس حتّى يبلغ الجدرَ ... » ( صحيح البخاري ٣ : ١٧١ ).
وهذا نمطٌ آخر من الصحابة المنافقين الذين يعتقدون بأنّ رسول