الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تأخذه العاطفة فيميل مع ابن عمّته ، ويقولها بكلّ وقاحة حتى يتغيّر وجه رسول الله ويتلوّن من شدّة الغضب.
وأخرج البخاري في صحيحه من جزئه الرّابع في باب ما كان النبىّ يعطي المؤلّفة قلوبهم من كتاب الجهاد والسير : عن عبد الله قال : لمّا كان يوم حنين آثر النبىُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أُناساً في القسمةِ ، فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل ، وأعطى عيينة مثل ذلك ، وأعطى أناساً من أشراف العرب فآثرهم يومئذ في القسمة ، فقال رجُلٌ : والله إنّ هذه القسمة ما عُدلَ فيها وما أُريدَ بها وجهُ اللّهِ ، فقلتُ : واللّهِ لأخُبرنَّ النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأتيتُه فأخْبرتُه ، فقال : « فمن يعدِلُ إذا لم يعدل اللّهُ ورسولُهُ؟ رحم اللّهُ موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر » ( صحيح البخاري ٤ : ٦١ ).
وهذا منافقٌ آخر من صحابة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولعلّه من عظماء قريش ، ولذلك تحاشى الراوي ذكر اسمه خوفاً من الجهاز الحاكم في ذلك الوقت ، وترى هذا المنافق يعتقد جزماً ويُقسم على ذلك بأنّ محمّداً ما كان عادلا ولا أراد بقسمته وجه الله ، ورحم الله محمّداً فقد أوذىَ بأكثر من هذا فصبر.
وأخرج البخاري في صحيحه من جزئه الرّابع في باب علامات النبوّة في الإسلام من كتاب بدء الخلق :
إنّ أبا سعيد الخدري ( رضي الله عنه ) قال : بينما نحن عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو يقسمُ قسماً ، إذ أتاهُ ذو الخويصرة وهو رجلٌ من بني تميم ، فقال : يا رسول الله أعدلْ! فقال : « ويلَك ومن يعدلْ إذا لم أعدل ، قد خبتَ وخسرتَ إن لم أكن أعدل » ، فقال عمر : يا رسول الله إئذن لي فيه فأضرب عُنقَهُ ، فقال : « دعْهُ فإنَّ