له أصحاباً يحقِرُ أحدكم صلاتَه مع صلاتهم ، وصيامهُ مع صيامهم ، يقرأون القرآن لا يجاوزُ تراقيهم ، يمرقُون من الدّين كما يمرُقُ السّهم من الرميّة ... » ( صحيح البخاري ٤ : ١٧٩ ).
وهذا نمط آخر من الصحابة المنافقين الذين كانوا يظهرون أمام النّاس بمزيد من التقوى والخشوع ، حتّى إنّ النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لعمر : إنّ أحدكم يحقر صلاته وصيامه مع صلاتهم وصيامهم ، ولا شكّ أنّهم كانوا يحفظون القرآن حفظاً متراكماً ولكن لا يتجاوز حناجرهم ، وقول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : « دعْهُ فإنّ له أصحاباً » يدلّ على وجود المنافقين بأعداد كبيرة ضمن الصّحابة.
وأخرج البخاري في صحيحه من جزئه السابع في باب من لم يواجه الناس بالعتاب من كتاب الأدب :
قالت عائشة : صنع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم شيئاً فرخّص فيه فتنزّه عنه قومٌ ، فبلغ ذلك النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فخطب فحمد الله ثمّ قال : « ما بال أقوام يتنزّهون عن الشي أصنعه ، فوالله إنّي لأعلمهم بالله وأشدّهم له خشيةً ». ( صحيح البخاري ٧ : ٩٦ ).
وهذا نوع آخر من الصحابة الذين يتنزّهون عن سنّة النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا شكّ أنّهم كانوا يسخرون من أفعاله ، ولذلك نراه صلىاللهعليهوآلهوسلم يخطب فيهم ، ويقسم بالله أنّه لأعلمهم بالله وأشدّهم له خشية.
وأخرج البخاري في صحيحه من جزئه الثالث في باب الاشتراك في الهدي والبدن من كتاب المظالم :
عن ابن عباس قال : قدم النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم صُبح رابعة من ذي الحجّة مهلّين