النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بالنحر والحلق فلم يمتثل لأمره أحد ، فإنّ عليّاً بن أبي طالب كان معهم ولم يمتثل هو الآخر لأمر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم؟
وأجبتهم بما يلي :
أولا : لم يكن علي بن أبي طالب معدوداً من الصّحابة ، فهو أخ رسول الله وابن عمّه وزوج ابنته وأبو ولده ، وقد كان علىّ مع رسول الله في جانب وبقية النّاس في جانب ، فإذا قال الرّاوي في صحيح البخاري بأنّ النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أمرَ أصحابه بالنحر والحلق ، فإنّ أبا حسن سلام الله عليه لم يكن معدوداً ضمنهم ، فهو بمنزلة هارون من موسى ، ألا ترون أنّ الصلاة على محمّد لا تكون كاملة إلاّ إذا أُضيف إليها الصلاة على آله ، وعلي هو سيّد آل محمّد بدون منازع ، فأبو بكر وعمر وعثمان وكلّ الصّحابة لا تصحُّ صلاتهم إلاّ إذا كان فيها ذكر علي بن أبي طالب مع محمّد بن عبد الله.
ثانياً : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان دائماً يُشركُ عليّاً أخاه في هَدْيهِ ، كما وقع ذلك في حجّة الوداع عندما قدم علىٌّ من اليمن ، وسأله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « بماذا أهللتَ يا علي »؟ فقال : « بما أهلّ رسول الله » ، فأشركه النبي في هديه ، وقد ذكر هذه القضيّة كلّ المحدّثين والمؤرّخين ، فلا بدّ أن يكون شريكه يوم الحديبية ـ أيضاً ـ.
ثالثاً : إنّ عليّ بن أبي طالب هو الذي كتب الصُّلح يوم الحديبية بإملاء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولم يعترض عليه في شيء طيلة حياته ، لا بمناسبة الحديبية ولا في غيرها ، ولم يسجّل التاريخ بأنّه عليهالسلام تأخّر عن أمر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أو عصاه مرّة واحدة ـ حاشاه ـ ، ولا فرّ مرّة من الزحف وترك