أخَاه وابن عمّه بين الأعداء ، بل كان دائماً يفديه بنفسه ، والخلاصة أنّ عليّاً ابن أبي طالب هو كنفس النّبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولذلك كان النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « لا يحلّ لأحد أن يجنُب في المسجد إلاّ أنا وعلي » (١).
واقتنع أغلب المحاورين بما أوردْتُه ، واعترفوا بأنّ عليّ بن أبي طالب ما خالف في حياته أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وأخرج البخاري في صحيحه من جزئه الثامن في الباب كراهية الخلاف من كتاب الاعتصام بالكتاب والسنّة :
عن عبد الله بن عباس قال : لمّا احتضر النبىُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطّاب ، قال : « هلمّ أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده » ، فقال عمر : إنّ النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم غَلبهُ الوجْع ، وعندكم القرآنُ فحسبُنا كتاب الله ، واختلف أهل البيت واختصموا ، فمنهم من يقول : قرّبوا يكتب لكم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كتاباً لن تضلّوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عُمر.
فلمّا أكثروا اللّغط والاختلاف عند النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال : « قوموا عنّي » ، فكان ابن عباس يقول : إنّ الرّزية كلّ الرزّية ما حال بين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم. ( صحيح البخاري ٨ : ١٦١ و ١ : ٣٧ و ٥ : ١٣٨ ).
____________
(١) سنن الترمذي ٥ : ٣٠٣ وقال : « حديث حسن .. » ، تفسير القرطبي ٥ : ٢٠٧ ، تاريخ دمشق ٤٢ : ١٤٠ ، سير أعلام النبلاء ١٣ : ٢٧٢ ، السنن الكبرى للبيهقي ٧ : ٦٦ ، فتح الباري لابن حجر ٧ : ١٣ ، وفي أجوبة المصابيح قال ابن حجر : « وورد لحديث أبي سعيد شاهد نحوه من حديث سعد بن أبي وقاص أخرجه البزار من رواية خارجة بن سعد عن أبيه ، ورواته ثقات .. ».