بحضرة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ولنا أن نتصوّر ذلك الموقف الرّهيب ، وتلك الأصوات المرتفعة ، وكثرة اللّغط والاختلاف بحضرته صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومهما تكن الرّواية معبّرة فلا تعبّر في الواقع إلاّ قليلا عن المشهد الحقيقي ، كما إذا قرأنا كتاباً تاريخياً يحكي حياة موسى عليهالسلام ، فمهما يكن الكتاب معبّراً فلا يبلغ تعبير الفيلم السينمائي الذي نُشاهده عياناً.
وأخرج البخاري في صحيحه من جزئه السّابع في باب ما يجوز من الغضب والشدّة لأمر الله عزّ وجلّ من كتاب الأدب ، قال :
احتجر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حجيرة مُخصّفةً أو حصيراً ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يُصلّي إليها ، فتبعه رجالٌ وجاؤوا يُصلّون بصلاته ، ثم جاؤوا ليلة فحضروا وأبطأ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عنهم فلم يخرج إليهم ، فرفعوا أصواتهم وحصبوا البابَ ، فخرج إليهم مغضباً فقال لهم : « ما زال بكم صنعكم حتى ظننتُ أنّه سيكتب عليكم ، فعليكم بالصّلاة في بيوتكم ، فإنّ خير صلاة المرء في بيته إلاّ الصلاة المكتوبة ». ( صحيح البخاري ٧ : ٩٩ و ٢ : ٢٥٢ ).
ومع كلّ الأسف فإنّ عمر بن الخطّاب خالف أمر النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وجمع النّاس على صلاة النّافلة أيام خلافته ، وقال في ذلك : إنّها بدعة ونعم البدعة (١) ، وتبعه على بدعته أكثر الصّحابة الذين كانوا يرون رأيّه ، ويُؤيّدونه
____________
قال ذلك ، وفي ذلك تجريح بعبقريه العظيم واسطورته المصطنعة عمر بن الخطّاب!! فأيّهما اختاره كان مرّاً!
(١) صحيح البخاري ٢ : ٢٥٢ ، كتاب صلاة التراويح.