ظلمهم واعتدى عليهم!!
فهل من سائل يسأل العقّاد الذي يحاول جهده تبرير فعل خالد : إن كان هو أعلم من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي تبرّأ إلى الله ثلاثاً من فعله؟ أو من أجلاّء الصّحابة الذين أنكروا عليه؟ أو من الصّحابة الذين حضروا الواقعة ، وهربوا من السّرية لهول ما رأوه من صنيعه المُنكر؟ أو من عبد الرحمن بن عوف الذي كان معه في السّرية ، وهو لا شكّ أعرف بخالد من العقّاد ، والذي اتهمه بقتل القوم عمداً ليدرك ثأرَ عمَّيه؟
قاتل الله التعصّب الأعمى ، والحمية الجاهلية التي تقلب الحقائق!
ومهما اختصر البخاري القضية في أربعة سطور ، فإنّ فيما أورده كفاية لإدانة خالد ، وبقية الصّحابة الذي أطاعوه في قتل المسلمين الأبرياء ، والذين ذكرهم العقاد بقوله : فأطاعه في قتلهم بنو سليم ومن معه من الأعراب.
ولكنّ البخاري لا يستثني من الصحابة الذين أطاعوه إلاّ اثنين أو ثلاثة ، هربوا من الجيش ورجعوا للنبي يشتكون خالد ، فلا يمكن لك أن تقنعنا ـ يا عقّاد ـ بأنّ المهاجرين والأنصار ـ وعددهم ثلاثمائة وخمسون كما صرّحت أنت بذلك ـ لم يطيعوا خالداً في قتل القوم ، وهربوا كلّهم من الجيش!! فهذا لا يصدّقه أحدٌ من الباحثين.
ولكنّها محاولة منك للحافظ على كرامة السّلف الصّالح من الصّحابة ، وستر الحقائق بأىّ ثمن ، وجاء الوقت لإزاحة السّتار ومعرفة الحقّ.
وكم لخالد بن الوليد من مجازر شنيعة حدّثنا عنها التاريخ ، خصـوصاً يوم البـطاح عندما انتدبه أبو بكر على رأس جيش كبير مؤلّـف من