وإذا كان هذا الحديث صحيحاً عند الطرفين ، بل عند كلّ المسلمين على اختلاف مذاهبهم ، فما بال قسم من المسلمين لايعمل به؟ ولو عمل المسلمون كافة بهذا الحديث لنشأت بينهم وحدة إسلامية قوية لا تزعزعها الرّياح ، ولا تهدّها العواصف ، ولا يبطلها الإعلام ، ولا يفشلها أعداء الإسلام.
وحسب اعتقادي أنّ هذا هو الحلّ الوحيد لخلاص المسلمين ونجاتهم ، وما سواه باطل وزخرف من القول ، والمتتّبع للقرآن والسنّة النبوية ، والمطّلع على التاريخ والمتدبر فيه بعقله يوافقني بلا شكّ على هذا.
أمّا إذا فشل الاتجاه الأوّل ، وهو فاشل من أوّل يوم فارق فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الحياة ، حيث اختلف الصحابة وتسبب ذلك في انقسام الأُمة وتمزيقها ، وحيث فشلت الأُمة عبر قرون في الرجوع إلى الاتجاه الثاني ، وهو الاعتصام بالكتاب والعترة ، لما بثّته وسائل الإعلام قديماً في العهدين الأموي والعباسي ، وحديثاً في عصرنا الحاضر من تشويه وتضليل وتكفير لأتباع أهل البيت النبوي ، فلم يبق أمامنا حينئذ إلاّ المواجهة بصراحة ،
____________
الدراسة في الأزهر أو غيرها ، وهي أنّ زيادة الثقة حجّة ويؤخذ بها ، والرواية التي في مسلم أمرتنا بالتمسّك بالكتاب فقط ـ على فرض تسليم ذلك ـ ، وذكرنا بأهل البيت ، ولكن الروايات الأُخرى التي رواها الثقات ـ وهي كثيرة جدّاً وصحيحة ـ ذكرت لزوم التمسّك بأهل البيت عليهمالسلام مع الكتاب ، وهذه زيادة من ثقات فيجب الأخذ بها ، وبالتالي ينتج لزوم التمسّك بأهل البيت عليهمالسلام إلى جنب القرآن الكريم.
ومن هذا يتضح أنّ ما ذكره صاحب كتاب كشف الجاني في ص١٢٧ ما هو إلاّ ترّهات فكرية مخالفة لأبسط قاعدة حديثية يعرفها صبية الأزهر الشريف فضلا عن علمائه الأجلاء ، وما حاوله في كتابه ناشئٌ من الجهل بما ذكرناه.