فقيل : إنّ بعضهم أجابه بنعم ، وبعضهم أجابه صبأنا صبأنا ... وكلمة « فقيل » تدلّ دلالة واضحة على أنّ القوم يتمسكون بأيّ شيء قد يوهمون به النّاس ليعذروا خالد بن الوليد ، لأنّ خالد بن الوليد هو سيف الحاكم المسلول ، وهو المدافع عن الخلافة المغصوبة ، وهو وأتباعه يُمثلون القوّة الضّاربة لكلّ من تحدِّثه نفسه بالخروج والتمرّد عمّا أبرمه أبطال السقيفة يوم وفاة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم!! فلا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.
أخرج البخاري في جزئه الأوّل في باب تضييع الصّلاة .. عن غيلان قال أنس بن مالك : ما أعرفُ شيئاً ممّا كان على عهدِ النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم! قيل : الصّلاةُ ، قال : أليسَ ضيّعتُم ما ضيّعتُم فيها.
وقال : سمعت الزهري يقول : دخلتُ على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي ، فقلتُ له : ما يُبكيك؟ قال : لا أعرف شيئاً ممّا أدركتُ إلاّ هذه الصّلاة ، وهذه الصّلاة قد ضُيّعَتْ. ( صحيح البخاري ١ : ١٣٤ ).
كما أخرج البخاري في جزئه الأوّل في باب فضل صلاة الفجر في جماعة قال : حدّثنا الأعمش قال : سمعت سالماً قال : سمعتُ أُمّ الدرداء تقولُ : دخل علىَّ أبو الدردَاء وهو مُغضَبٌ ، فقلت : ما أغضبك؟ فقال : واللّهِ ما أعرفُ من أُمّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم شيئاً إلاّ أنّهم يصلّون جميعاً. ( صحيح البخاري ١ : ١٥٩ ).
وأخرج البخاري في جزئه الثاني في باب الخروج إلى المصلّى بغير