نعم ، وللأسف فهذه البدعة التي ابتدعها معاوية بن أبي سفيان بقيت ثمانين عاماً متداولة على منابر المسلمين ، وبقيت آثارها حتّى اليوم ، ومع ذلك فأهل السنّة والجماعة يترضّون على معاوية وأتباعه ، ولا يطيقون فيه نقداً ولا تجريحاً بدعوى احترام الصّحابة؟!!
والحمد لله فإنّ الباحثين المخلصين من أُمّة الإسلام بدأوا يعرفون الحقّ من الباطل ، وبدأ الكثير منهم يتخلّص من عقدة الصّحابة التي ما كوَّنها إلاّ معاوية وأشياعه وأتباعه ، وأهل السنّة والجماعة بدأوا يفيقون لِهذا التناقض الشنيع ، في الوقت الذي يُدافعُون فيه عن الصّحابة أجمعين حتّى يلعنوا من انتقص واحداً منهم. وإذا قُلتَ لهم : إنّ لعنكم هذا يشمل معاوية بن أبي سفيان ، لأنّه سبّ ولعن أفضلُ الصّحابة على الإطلاق ، وهو يقصد بالطبع سبّ رسول الله الذي قال : « من سبّ علياً فقد سبّني ومن سبّني فقد سبّ الله » (١).
____________
(١) تاريخ دمشق ٤٢ : ٥٣٣ ، الجامع الصغير للسيوطي ٢ : ٦٠٨ ح ٨٧٣٦ ، نظم درر السمطين : ١٠٥ ، وروي صدره فقط في المستدرك ٣ : ١٢١ وصحّحه ووافقه الذهبي على تصحيحه ، السنن الكبرى للنسائي ٥ : ١٣٣ ، مسند أحمد ٦ : ٣٢٣ ، عنه مجمع الزوائد ٩ : ١٣٠ وقال : « رجاله رجال الصحيح غير أبي عبد الله الجدلي وهو ثقة ».
وكذلك الحديث الذي مرّ عليك آنفاً في هامش ص ١٣١.
وقد سب معاوية بن أبي سفيان ومن تبعه علي بن أبي طالب عليهالسلام فقد أخرج ابن ماجة في سننه عن سعد بن أبي وقاص قال : قدم معاوية في بعض حجاته فدخل عليه سعد ، فذكروا علياً ، فنال منه ، فغضب سعد وقال : تقول هذا لرجل سمعت