الإسلامية ، ويعملوا على تقريب وجهات النظر للإعداد للوحدة المنشودة.
وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلتُ وإليه أُنيب ، ربِّ اشرح لي صدري ، ويسّر لي أمري ، وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.
أسأله سبحانه وتعالى أن يتقبّل عملي ، ويجعل فيه الخير والبركة ، فما هو إلاّ لبنةً واحدة لبناء رباط الوحدة.
أقول هذا لأنّ المسلمين اليوم ما زالوا بعيدين عن أبسط حقوق الإنسان ، والتعامل بالحسنى مع بعضهم البعض ، لمستُ ذلك بنفسي خلال رحلاتي وزياراتي الكثيرة في البلدان الإسلامية أو البلدان التي فيها مسلمون. وآخرها عهداً في القارة الهندية التي يسكنها أكثر من مائتي مليون مسلم ، ربعهم شيعة وثلاثة أرباعهم من السنّة ، وقد سمعتُ عنهم الكثير ، ولكن ما شاهدته يبعث فعلا على الدهشة والحيرة والخوف ، ولقد تأسّفتُ وبكيتُ على مصير هذه الأُمة ، وكاد اليأس يدبُّ إلى قلبي لولا الرّجاء والأمل والإيمان.
وفور رجوعي من الهند أرسلتُ رسالة مفتوحة إلى العالم الهندي الذي يرجع إليه أهل السنّة والجماعة في تلك القارّة ، وهو أبو الحسن الندوي ، ووعدته بنشرها مع الردّ عليها ، ولكن لم أتلقَّ الردّ عليها حتى الآن ، وإنّي أنشرها في مقدّمة هذا الكتاب كما هي لتكون وثيقة تاريخية تشهد لنا عند الله وعند النّاس بأنّنا من دعاة الوحدة.
الدكتور محمّد التيجاني السماوي