وخالف النّفس والشيطان واعصهما |
|
وإن هما محّضاك النصح فاتّهم |
وعلى المسلمين أن يتّقوا الله في عباده الصّالحين منهم ، أمّا الذين لم يكونوا من المتّقين فلا حرمة لهم ، وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لا نميمة في فاسق » ليكشف المسلمون أمره ، فلا يغترّون به ولا يوالونَه.
وعلى المسلمين أنْ يكونوا اليوم صادقين مع أنفسهم ، وينظروا إلى واقعهم المؤلم الحزين المخزي ، ويكفيهم من التغنّي والتفاخر بأمجاد أسلافهم وكبرائهم ، فلو كان أسلافنا على حقّ كما نصوّرهم اليوم لما وصلنا نحن إلى هذه النتيجة التي هي حتماً حصيلة الانقلاب الذي وقع في الأُمّة بعد وفاة نبيّها ، روحي وأرواح العالمين له الفداء.
( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أنفُسِكُمْ أوِ الوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ إنْ يَكُنْ غَنِيّاً أوْ فَقِيراً فَاللّهُ أوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الهَوَى أنْ تَعْدِلُوا وَإنْ تَلْوُوا أوْ تُعْرِضُوا فَإنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً ) (١).
قال الإمام علي عليهالسلام ، يصف هؤلاء الصّحابة المعدودين من السّابقين الأوّلين :
« فلمّا نهضت بالأمر ، نكثتْ طائفةٌ ، ومرقتْ أُخرى ، وقسط آخرون (٢) ،
____________
(١) النساء : ١٣٥.
(٢) يقول محمّد عبده في شرح نهج البلاغة من الخطبة الشقشقية في هذا : الناكثون أصحاب الجمل ، والمارقون أصحاب النهروان ، والقاسطون أي الجائرون وهم أصحاب صفين. ( المؤلّف ).