الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ونواهيه ، ولا يناقشونه ولا يعترضون على أحكامه ، وأنّهم لم يعصوه في أواخر أيام حياته في عدّة أحكام; لحكمنا بعدَالتِهم جميعاً ، ولما كان لنا في هذا المجال بحثٌ ولا كلام.
أمّا وإنّ منهم مكذّبون ، ومنهم منافقون ، ومنهم فاسقون بنصّ القرآن والسنّة الثابتة الصحيحة. أمّا وأنّهم اختلفوا بحضرته ، وعصوه في أمر الكتاب حتّى اتهموه بالهذيان ، ومنعوه من الكتابة ، ولم يمتثلوا أوامره عندما أمّر عليهم أُسامة .. أمّا وإنّهم اختلفوا في خلافته صلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى أهملوا تغسيله وتجهيزه ودفنه ، واختصموا من أجل الخلافة ، فرضي بها بعضهم ورفضها بعضهم الآخر .. أمّا وإنّهم اختلفوا في كلّ شيء بعده حتّى كفّر بعضهم بعضاً ولعن بعضهم بعضاً ، وتحاربوا فقتل بعضهم بعضاً ، وتبرّأ بعضهم من بعض.
أمّا وإنّ دين الله الواحد أصبح مذاهب متعدّدة وآراء مختلفة; فلابدّ والحال هذه أنْ نبحث عن العلّة وعن الخللْ الذي أرجع خير أُمّة أُخرجت للنّاس ، وأهوى بها إلى الحضيض ، فأصبحتْ أذلّ وأجهل وأحقر أُمّة على وجه البسيطة ، تنتهكُ حُرماتها ، وتحتلُّ مقدساتْها ، وتستعمرُ شعوبُها ، وتشرّدُ وتطردُ من أراضيها ، فلا تقدر على دفع المعتدين ، ولا مسح العار عن جبينها؟!
والعلاج الوحيد فيما أعتقد لهذه المعضلة هو النقد الذّاتي ، فكفانا التغنّي بأسلافنا وبأمجادنا المزيّفة التي تبخَرتْ وأصبحت متاحف أثرية خالية حتى من الزوّار ، والواقع يدعونا أن نبحث عن أسباب أمراضنا وتخلّفنا ، وتفرّقنا وفشلنا حتى نكتشف الدّاء فنشخّص له الدواء الناجع لشفائنا ، قبل