أُمّ المؤمنين زوجة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وابنة أبي بكر ، والتي تكلّمنا عنها في فصل سابق بما رواه عنها أصحاب الصحاح المعتمدين عند أهل السنة؟!
وجاء الآن دور الخلفاء الثلاثة لنكشف عن بعض أفعالهم التي سجّلها عليهم صحاح السنّة ومسانيدُهم وكتب التاريخ المعتمدة لديهم ، لنبيّن ـ أوّلا ـ أنّ مقولة عدالة الصّحابة غير صحيحة ، وأنّ العدالة انتفتْ حتى عن بعض الصّحابة المقرّبين.
ولنكشف ـ ثانياً ـ لإخواننا من أهل السنّة والجماعة بأنّ هذه الانتقادات لا تدخل في السبّ والشتم والانتقاص بقدر ما هي إزالة للحجب للوصول إلى الحقّ ، كما أنّها ليست من مختلقات وأكاذيب الروافض كما يدّعي عامّة النّاس ، وإنّما هي من الكتب التي حكموا بصّحتها ، وألزمُوا أنفسهم بها.
أخرج البخاري في صحيحه من الجزء السادس صفحة ٤٦ في كتاب تفسير القرآن سورة الحجرات ، قال : حدّثنا نافع بن عمر ، عن ابن أبي مليكة ، قال : كاد الخيّران أن يهلكا; أبا بكر وعمر رضي الله عنهما; رفعا أصواتُهما عند النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حين قدمَ عليه ركبُ بني تميم ، فأشار أحدُهما بالأقرع بن حابس أخي بني مجاشع ، وأشار الآخرُ برجل آخر ، قال نافع : لا أحفظ اسمه ، فقال أبو بكر لعمر : ما أردتَ إلاّ خلافي ، قال : ما أردتُ خلافك ، فارتفعتْ أصواتُهما في ذلك ، فأنزل الله : ( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أصْوَاتَكُمْ ) (١) الآية.
____________
(١) الحجرات : ٢.