فأدخلها ، ثمّ جاء علي فأدخله ، ثم قال : ( إنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (١).
فإذا كانت فاطمة الزهراء عليهاالسلام هي المرأة الوحيدة التي أذهب الله عنها الرّجس ، وطهّرها من كلّ الذنوب والمعاصي في هذه الأُمّة ، فما بال أبي بكر يكذّبها ، يطلبُ منها الشهود يا تُرى؟
أخرج البخاري في صحيحه من الجزء السّابع في كتاب الاستئذان في باب من ناجى بين يدي النّاس ومن لم يخبر بسرّ صاحبه فإذا مات أخبر به ، ومسلم في كتاب الفضائل ، عن عائشة أُم المؤمنين قالت : إنّا كنّا أزواج النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عنده جميعاً لم تغادر منّا واحدة ، فأقبلت فاطمة عليهاالسلام تمشي لا والله ما تخفى مشيتها من مشية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلمّا رآها رحّب بها ، قال : « مرحباً بابنتي » ، ثمّ أجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثم سارّها فبكت بكاءً شديداً ، فلمّا رأى حُزْنها سارّها الثانية إذا هي تضحك ، فقلتُ لها أنا من بين نسائه : خصّك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالسرِّ من بيننا ثمّ أنتِ تبكين ، فلمّا قام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سألتُها عمّا سارّكِ؟ قالت : « ما كنتُ لأفشي على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سِرَّهُ » ، فلمّا توفي قلتُ لها : عزمتُ عليك بما لي عليك من الحقّ لما أخبرتني ، قالت : أمّا الآن فنعم ، فأخبرتني قالت : « أمّا حين سارّني في الأمر الأول ، فإنّه أخبرني أنّ جبرئيل كان يعارضُهُ بالقرآن كل سنة مرّة ، وأنّه قد
____________
(١) الأحزاب : ٣٣.