وعمومه من أبي وابن عمّي؟ أم تقولون : أهل ملّتين لا يتوارثان؟ فدونكهما مخطومة مرحولة ، تلقاك يوم حشرك ، فنعم الحكم الله ، والزعيم محمّد ، والموعد القيامة ، وعند الساعة يخسر المبطلون » (١).
أخرج البخاري في صحيحه كتاب استتابة المرتدّين باب قتل من أبى قبول الفرائض وما نُسبوا إلى الردّة ، ومسلم في صحيحه كتاب الإيمان باب الأمر بقتال الناس ، عن أبي هريرة قال : لمّا توفّي النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم واستُخِلفَ أبو بكر وكفر من كفر من العرب ، قال عمر : يا أبا بكر ، كيف تُقاتل النّاس وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أُمرتُ أن أُقاتل النّاس حتى يقولوا : لا إله إلاّ الله ، فمن قال لا إله إلاّ الله عَصَمَ منّي مَالَه ونفسَهُ إلاّ بحقِّهِ وحسابه على الله؟
قال أبو بكر : والله لأقاتلنَّ منْ فرّق بينَ الصلاة والزّكاةِ ، فإنّ الزّكاة حقّ المال ، والله لو منعوني عُناقاً كانوا يؤدّونها إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لقاتلتهم على منعها ، قال عُمر : فوالله ما هو إلاّ أن رأيتُ أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتالِ ، فعرفت أنّه الحقّ.
وليس هذا بغريب على أبي بكر وعمر اللّذَيْن هدّدا بحرق بيت الزّهراء
____________
(١) وردت خطبة الزهراء عليهاالسلام في عدّة مصادر وبألفاظ مختلفة ، انظر : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٦ : ٢١٠ ، كشف الغمة للإربلي ٢ : ١٠٨ ، مروج الذهب ٢ : ٣٠٤ ، الاحتجاج للطبرسي ١ : ٢٥٣ ح ٤٩ ، بلاغات النساء لأحمد بن أبي طاهر : ١٤ ، المقتل للخوارزمي ١ : ٧٧ ، أعلام النساء ٤ : ١١٦ ، شرح الأخبار ٣ : ٣٤ ، دلائل الإمامة : ١٠٩ ح ٣٦ ، وغيرها.