يُكرّرُهَا حتّى تمنّيتُ أني لم أكنْ أسلمتُ قبل ذلك اليوم.
وهذا الحديث يفيد قطعاً بأنّ من قال : لا إله إلاّ الله يحرمُ قتله ، ولذلك ترى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يشدّد النّكير على أُسامة ، حتى يتمنّى أُسامة أنّه لم يكن أسلم قبل ذلك اليوم ليشمله حديث « الإسلام يجبَّ ما قبله » ، ويطمع في مغفرة الله له ذلك الذنب الكبير.
( ت ) أخرج البخاري في صحيحه من كتاب اللّباس ، باب الثياب البيض ، وكذلك مسلم في صحيحه كتاب الإيمان ، باب من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة :
عن أبي ذر الغفاري ( رضي الله عنه ) ، قال : أتيتُ النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وعليه ثوبٌ أبيضٌ وهو نائم ، ثمّ أتيتُه وقد استيقظ ، فقال : « ما من عبد قال : لا إله إلاّ الله ثمّ ماتَ على ذلك إلاّ دخل الجنّة » ، قلتُ : وإن زنى وإن سرق؟ قال : « وإن زنى وإن سرق » ، قلتُ : وإن زنى وإن سَرَقَ؟ قال : « وإن زنى وإن سرقَ » ، قلتُ : وإن زنى وإن سرق؟ قال : « وإن زنى وإن سَرَقَ على رغم أنفِ أبي ذرّ ». وكان أبو ذرّ إذا حدّث بهذا الحديث قال : وإن رغم أنف أبي ذرّ.
وهذا الحديث هو الآخر يثبت دخول الجنّة لمن قال : لا إله إلاّ الله ، ومات على ذلك فلا يجوز قتلهم ، وذلك رغم أنف أبي بكر وعمر ، وكلّ أنصارهم الذين يتأوّلون الحقائق ويَقبلونها حفاظاً على كرامة أسلافهم وكبرائهم الذين غيّروا أحكام الله.
وبالتأكيد أنّ أبا بكر وعمر يعرفان كلّ هذه الأحكام ، فهما أقرب منّا لمعرفتها ، وألصق بصاحب الرسالة من غيرهما ، ولكنّهما ومن أجل الخلافة