والدّليل على ذلك ما جاء في ذيل الرواية نفسها التي أخرجها البخاري يقول : « قال سلامٌ : فبلغني أنّ الحجّاجَ قال لأنس : حدّثني بأشدِّ عقوبة عاقَبَها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فحدّثُه بهذا ، فبلغ الحسن فقالَ : وددتُ أنّه لم يحدّثْهُ بهذا » (١).
ويُشَمُّ من الرواية رائحة الوضع لإرضاء الحجّاج الثّقفي الذي عاث في الأرض فساداً ، وقتل من شيعة أهل البيت آلاف الأبرياء ، ومثّل بهم ، فكان يقطع الأيدي والأرجل ، ويسمل الأعين ، ويخرج الألسن من القفا ، ويصلب الأحياء حتى يحترقوا بالشمس ، ومثل هذا الرواية تبرّر أعماله ، فهو إنّما يقتدي برسول الله ، ولكم في رسول الله أُسوة حسنة!! فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله.
ولذلك تفنّن معاوية في التّنكيل والتمثيل بالمسلمين الذين كانوا شيعة لعلي ، فكم أحرق بالنار ، وكم دفن أحياء ، وكم صلب على جذوع النخل ، ومن الفنون التي ابتكرها وزيره عمرو بن العاص أنّه مثل بمحمّد بن أبي بكر ، والبسه جلد حمار وقذف به في النار!!
ولتبرير مجونهم وكثرة شغفهم بالجواري والنّساء إليك ما يلي :
أخرج البخاري في صحيحه في كتاب الغسل ، باب إذا جامع ثمّ عادَ ، ومنْ دارَ على نسائه في غُسل واحد.
قال : حدّثنا معاذ بن هشام ، قال : حدّثني أبي عن قتادة ، قال : حدّثنا أنس
____________
(١) صحيح البخاري ٧ : ١٣ كتاب الطب باب الدواء بالبان الابل.