أخرج البخاري في صحيحه في كتاب فضائل القرآن ، باب نسيانُ القرآن ، وكذلك في باب من لا يرى بأساً أن يقول سورة كذا وكذا.
وأخرج مسلم في صحيحه من كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، في باب الأمر بتعهّد القرآن وكراهة قول : نسيتُ آية كذا :
حدّثنا أبو أُسامة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : سمع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رَجُلا يقرأُ في سُورة باللَّيل ، فقال : « يَرْحَمُهُ اللّهُ لقد أذكرني آية كذا وكذا كنتُ أُنسيتها من سورة كذا وكذا ».
كما أخرج البخاري رواية أُخرى عن علي بن مُسْهر ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : سمع النبيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قارئاً يقرأُ في اللّيل في المسجد ، فقال : « يَرْحَمُهُ الله لقد أذكرني كذا وكذا أيةً أسْقطتُهَا من سورة كذا وكذا ».
ها هو النّبي الذي أرسله الله سبحانه بالقرآن ، وهو معجزته الخالدة ، والذي كان يحفظه من يوم نزوله عليه جملة قبل نزوله أنجماً ، وقد قال له تعالى : ( لا تُحَرِّك بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ) (١) ، وقال أيضاً : ( وَإنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ العَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَ * بِلِسَان عَرَبِيٍّ مُبِين * وَإنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأوَّلِينَ ) (٢).
ولكنّ الكذّابين والدجَالين والوضّاعين يأبونَ إلاّ أن يلصِقُوا به كلّ
____________
(١) القيامة : ١٦.
(٢) الشعراء : ١٩٢ ـ ١٩٦.