الفصل الثامن
في ما يتعلّق بالصّحيحين البخاري ومسلم
لِما لهذين الكتابين من أهمّية بالغة لدى أهل السنّة والجماعة ، حتّى أصبحا عند عامّة المسلمين المرجعين الأساسيّين ، والمصدرين الأوّلين في كلّ المباحث الدينية ، وأصبح من العسير على بعض الباحثين أن يصرّحوا بما يجدوه من تهافت وتناقض ومنكرات ، فيتقبّلونها على مضض ولا يكاشفون بها قومهم خشيةً منهم أو خشيته عليهم ، لما في نفوسهم من احترام وتقديس لهذين الكتابين ، والحقيقة أنّ البخاري ومسلم ما كان يوماً يحلمان بما سيصل إليه شأنهما عند علماء النّاس وعامّتهم.
ونحن إذا قَدِمنا على نقدهما ، وتخريج بعض المطاعن عليهم ، ليس ذلك إلاّ لتنزيه نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم وعدم الخدش في عصمته ، وإذا كان بعض الصّحابة لم يَسلم من هذا النقد والتجريح للغرض نفسه ، فما البخاري ومسلم بأفضل من أولئك المقرّبين لصاحب الرسالة.
وما دُمنا نهدفُ إلى تنزيه النّبي العربي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ونحاول جهدنا إثبات العصمة له ، وأنّه أعلم وأتقى البشر على الإطلاق ، ونعتقدُ أن الله سبحانه وتعالى اصطفاه ليكون رحمة للعالمين ، وأرسله للنّاس كافة من الإنس والجنّ ، فلا شكّ أنّ الله يطالبنا بتنزيهه وتقديسه وعدم قبول المطاعن فيه ،