بمجرّد دخول عمر بيت الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
هل رأيتَ أيُّها المسلم الغيور ما هي قيمة الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم عندهم ، وكيف أنّهم يقولون من حيث يشعرون أو لا يشعرون بأنّ عمر أفضل منه؟!
وهو بالضبط ما يقع اليوم عندما يتحدّثون عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويعدّدون أخطاءه المزعومة ، ويبرّرون ذلك بأنّه بشر غير معصوم ، وبأنّ عمر كثيراً ما كان يصلح أخطاءه ، وأنّ القرآن كان ينزل بتأييد عمر في العديد من المرّات ، ويستدلّون بعبسَ وتَولَّى ، وبتأبير النخل ، وبأسرى بدر وغيرها.
ولكنّك عندما تقول أمامهم بأنّ عمر أخطأ في تعطيل سهم المؤلّفة قلوبهم ، أو في تحريم المتعتين ، أو في التفضيل في العطاء; فإنّك ترى أوداجهم تنْتفخ ، وأعينهم تحمّر ، ويتّهمونك بالخروج عن الدّين ، ويقال لك : من أنت يا هذا حتى تنتقد سيّدنا عمر الفاروق الذي يفرق بين الحقّ والباطل!! وما عليك إلاّ أن تُسَلّمَ ولا تحاول الكلام معهم ثانية ، وإلاّ قد يلحقك منهم الأذى.
نعم ، إنّ الباحث إذا ما تتّبع أحاديث البخاري لا يفهم الكثير منها ، وتبدوا كأنّها ناقصة أو مقطّعة ، وأنّه يخرج نفس الحديث بنفس الأسانيد ، ولكنّه في كلّ مرّة يعطيه ألفاظاً مختلفة في عدّة أبواب ، كلّ ذلك لشدّة حبه لعمر بن الخطاب.
ولعلّ ذلك هو الذي رغّب أهل السنّة فيه فقدّموه على سائر الكتب ، رغم أنّ مسلماً أضبط ، وكتابه مرتّب حسب أبواب ، إلاّ أنّ البخاري عندهم أصحّ