فيقول للنّار هذا لي وهذا لك (١).
ولا أدري إن كان كتابك يوم القيامة شبيه بكتابك اليوم الذي يُزوَّق ويُجلّد ويُنمّق ، ليخرج في أبهى حلّة عرفها الكتاب.
نعم ، كَبُرتْ على البخاري أن يظهر سيّدهُ عمر بن الخطاب تاركاً للصّلاة المفروضة عندما فقد الماء ، وبقي على مذهبه ذلك حتّى في خلافته ، فقال : « أمَّا أنا فلا أُصلّي » (٢) متحدّياً بذلك القرآن والسنّة.
ففتّش عند الدجّالين الوضّاعين فوضعوا له هذا الحديث الذي يتّهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنّه تثاقل فلم يصلّ صلاة الليل ، وعلى فرض واحتمال صحة روايته ، فلا ضير ولا إثم ولا ذنب على علي لأنّها تتعلّق بصلاة النّافلة التي يثاب على فعلها ولا يعاقبُ على تركها ، ولا يمكن أن يُقاسَ فعل عمر بتركه للصّلاة المفروضة على ترك علي لصلاة النّافلة إن صحّت الرّواية ، ولكنّ أنّى لهذه الرواية أن تكون صحيحة ، ولو أخرجها صحيح البخاري!!
فالبخاري صحيح عند أهل السنّة ، وأهل السنّة هم المؤيّدون لمدرسة الخلافة التي قامتْ على سياسة بني أُمية وبني العبّاس ، والمتتبّع يعرف هذه
____________
(١) ابن حجر الشافعي في الصواعق المحرقة ٣ : ٣٦٩ في فضائل علي عليهالسلام روى عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : يا علي أنت قسيم الجنة والنار ، فيوم القيامة تقول للنار : هذا لي وهذا لك. وأضاف ابن حجر أنّ أبا بكر قال لعلي رضي الله عنهما : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : لا يجوز أحد الصراط إلاّ من كتب له علي الجواز. ( المؤلّف ).
(٢) سنن أبي داود ، كتاب الطهارة ، باب التيمم ، حديث : ٣٢٢.