الحقيقة التي أصبحتْ اليوم غير خافية على أحد ، وأهل السنّة والجماعة تبعاً لسياسة الحكّام الذي دَأَبُوا على عداء ومحاربة أهل البيت ومن والاهم وتشيّع لهم ، أصبحوا من غير علمهم أعداءً لأهل البيت وشيعتهم; لأنهم والوا أعداءهم وعادوا أولياءهم ، ولذلك رفعوا من شأن البخاري إلى الدرجة الرفيعة التي أصبح عليها ، ولا تجد عندهم من تراث أهل البيت ، ولا من أقوال الأئمة الاثني عشر شيئاً يذكر ، ولا حتى عن باب مدينة العلم الذي كان من النّبي بمنزلة هارون من موسى ، وبمنزلة النّبي من ربّه.
والسؤال الذي يُطرح على أهل السنّة هو : ما الذي أحرز عليه البخاري زيادة على بقية المحدّثين لينال عندكم هذا التفضيل؟!
وأعتقد أن الجواب الوحيد على هذا السؤال هو أنّ البخاري :
١ ـ دلّس الأحاديث التي تمسّ كرامة الصّحابة خصوصاً ، منهم أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية ، وهذا ما دعا إليه معاوية والحكّام بعده.
٢ ـ أبرز الأحاديث التي تطعن في عصمة الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتصوّره بأنّه بشرٌ عادىٌّ يخطىء ، وهذا ما أراده الحكّام على طول الدهر.
٣ ـ أخرج أحاديث موضوعة في مدح الخلفاء الثّلاثة ، وفضّلهم على علي بن أبي طالب ، وهو بالضبط ما أراده معاوية للقضاء على ذكر علي حسب زعمه.
٤ ـ أخرج أحاديث مكذوبة تمسّ بكرامة أهل البيت.
٥ ـ أخرج أحاديث أُخرى تؤيّد مذهب الجبر والتجسيم ، والقضاء والقدر في الخلافة ، وهو ما أشاعه الأمويون والعباسيون ليتحكّموا بمصير الأُمّة.