لأمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أجْمَعِينَ ) (١).
( يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أخْرَجَ أبَوَيْكُمْ مِنَ الجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ * وَإذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللّهُ أمَرَنَا بِهَا قُلْ إنَّ اللّهَ لا يَأمُرُ بِالفَحْشَاءِ أتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ * قُلْ أمَرَ رَبِّي بِالقِسْطِ وَأقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِد وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأكُمْ تَعُودُونَ * فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إنَّهُمْ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ) (٢).
ولذلك أقول لكلّ إخواني من المسلمين عامّةً : إلعنوا الشيطان ولا تتركوا له سبيلا عليكم ، وتعالوا إلى البحث العلمي الذي يقرّه القرآن والسنّة الصحيحة ، تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألاّ نحتج إلاّ بما هو صحيح ثابتٌ عندنا وعندكم ، وندع ما اختلفنا فيه جانباً.
ألم يقل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لا تجتمع أُمّتي على خطأ » (٣) ، إذاً فالحقّ والصواب فيما اجتمعنا عليه سنَّة وشيعة ، والخطأ والباطل فيما اختلفنا فيه ، ولو أقمنا إلاّ هذا العمود لعمّ الصفاء والوفاق والهناء ، ولاجتمع الشمل ، ولجاء نصر الله والفتح ، ولعمّت البركة من السّماء والأرض.
____________
(١) الأعراف : ١٢ ـ ١٨.
(٢) الأعراف : ٢٧ ـ ٣٠.
(٣) تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة : ٢٥ ، المستصفى للغزالي : ١٣٨ ، وفي سنن ابن ماجة ٢ : ١٣٠٣ ح ٣٩٥٠ بلفظ : « إنّ اُمتي لا تجتمع على ضلالة ».