بجرائرهم وجرائمهم ، فقد بقيت آثارهم السيّئة بين المسلمين ، يتقربون بها إلى الله ، ولا ملتفت إلى ذلك إلّا القلّة القليلة من الذين فتح الله تعالى بصائرهم على الحقّ ، فاتبعوه ، ونفضوا أيديهم من باطل بني أميّة وزيفهم.
وبظهور الوهابيّة والسلفيّة ، ظهرت طريقة أخرى للصلاة على النبيّ صلىاللهعليهوآله ، زيد فيها السلف من الصحابة ، كالآتي : اللهمّ صلّ على محمّد وآله وصحبه وسلم.
مع أنّ بقيّة الناس بما فيهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان ، إلى هذا العصر لهم صلاتهم الخاصّة بهم من الله تعالى ، وهي في قوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) (١).
الإشكال الآخر تمثّل في تعوّد أتباع خطّ الخلافة على عدم الصلاة على أهل بيت النبيّ صلىاللهعليهوآله عندما يُذكر النبيّ صلىاللهعليهوآله في حضورهم ، حتّى عُرفوا وتميّزوا عن بقيّة المسلمين بعدم الصلاة عليهم ، فيقولون ويكتبون ( صلى الله عليه وسلم ) والأولى الأصح أن يقولوا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تطبيقاً للصلاة الكاملة التي أمرهم رسول الله صلىاللهعليهوآله بها ، وبذلك فهمت أنّ الناس يتعبّدون ليس بالنصّ ، بقدر ما يتعبّدون وراثة ، وبلا أدنى نظر ، ولو كان هؤلاء الذين وضعوا أنفسهم في معسكر المحاربين لأهل بيت النبوة يقيمون ما ورد إليهم ، وألزموا أنفسهم به ، لعادوا إلى الحقّ ، وعملوا بمقتضاه ، ووالوا قلباً وقالباً الصفوة الطاهرة ، وعملوا بذلك على إرضاء الله ورسوله صلىاللهعليهوآله.
بعد ذلك تعرّفت على أحد الإخوة الشيعة ، فتحدثت معه ، فوجدته إنساناً متكامل العقل والعقيدة ، وصاحب حجّة وبرهان ، وكانت إطلالتي على درر أهل البيت عليهمالسلام عن طريقه ، فالتزمته وتتبعت طيفه ، واقتفيت أثره ، ناسجاً على منواله بما حباه الله تعالى من بصيرة وعقل رداء الموالاة الصادق علماً وعملاً ، ومن
_________________
(١) الأحزاب : ٤٣.