ووقفت على بطلانه.
قال : وهل تعتقد أنّه خروج حقيقيّ ، ألا ترى أنّها ما تزال مقيمة على تلك المذاهب التي أسّسها هؤلاء الظلمة ، ألم يكن مالك على سبيل المثال صنيعة أبو جعفر المنصور العباسيّ ، وذلك من أجل حمل الناس على ترك سادس أئمّة أهل البيت عليهمالسلام الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام ، الذي كان وأبوه محمّد بن عليّ الملقب بالباقر وبقيّة الأئمّة عليهمالسلام أساتذة كلّ هؤلاء الفقهاء.
قلت : هذا صحيح ، إلّا أن ذلك مردّه قلّة الوثوق بالبديل الذي يستطيع تعويض منهجهم القديم.
قال : بل إنّي أراه نتاج ثقافة أسّست على الكذب على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وحاكمية وقعت ضحيّة أناس ليسوا أهلا للقيام بها.
قلت : فإلى أيّ حدّ تذهبون بمودة قربى النبيّ صلىاللهعليهوآله ؟
قال : ليس للمحبّة حد يا صديقي ، أحبب أهل البيت عليهمالسلام ، وكلّ الذين وصلوا إلى مقام القرب الإلهي ، بقدر ما تشاء وتريد ، فقط لا تخرج بهم من دائرة المخلوقيّة ، وافعل ما بدا لك ; لأنّنا في هذه الشعيرة متنافسين من أجل تحصيل الأجر الأكبر ، كما ترغّبنا فيه بقيّة الآية : ( وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ) (١) ثمّ تعال لأقرّب لك فهم المودّة : لو أنّ الإمام الحسين عليهالسلام كان في زماننا وخرج من أجل أنْ يُصلح في أمّة جدّه ، ماذا أنت فاعل ؟
قلت : أخرج معه قطعاً.
قال : لا تستعجل على نفسك هكذا ، فلو كنت فاعلاً ذلك حقّاً ، لما استكثرت عليه هذه الجموع المحيية لذكراه ، والهاتفة باسمه.
قلت : ألا يكفي بكاء القرون الأولى ، ألم يقل النبيّ صلىاللهعليهوآله : لا عزاء بعد ثلاث ؟
_________________
(١) الشوري : ٢٣.