الحسيني ، وبناء على
ما كانت قدّمته للأمّة الإسلاميّة ، من محيطها الهندي إلى محيطها الأطلسي ، من الدعوة إلى إرساء روح الأخوّة والألفة ، وزرع بذور التعاون والتوادد والتكافل بين أفراد الأمّة ، التي تمتلك بين يديها خاتمة
الرسالات السماويّة ، وصفوة الشرائع الإلهيّة ، التي جاءت لتصحّح إنحراف البشريّة عن علّة الخلق ، وهي التوحيد الخالص لله تعالى ، ونبذ ما دونه من أرباب لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرّا ، عملاً بالحديث المأثور : « من اصغى إلى ناطق فقد عبده ، فإنْ كان الناطق يؤدّي عن الله فقد عبد الله ، وإن كان الناطق يؤدّي عن الشيطان فقد عبد الشيطان » (١). ثمّ جاءت دعوة الإمام الراحل السيّد روح
الله الموسوي الخميني إلى كافة المسلمين بالتوحد ، والعمل على الخروج من عنق الزجاجة التي وضعهم فيها أعداء الإسلام ، بتجزئة الشعوب الإسلاميّة ، وزرع روح الشقاق والفرقة بين كياناتها ، ولم يغب تحذيره ولا خلت تنبيهاته في كلّ خطبه التي كان يوجهها إلى الشعب الإيراني على وجه الخصوص والشعوب الإسلامية على وجه العموم منها قوله : « ليسمع الجميع هذه الحقيقة ، أنّ أعداء الإسلام يسعون بكلّ قوّتهم لإيجاد التفرقة والاختلاف بين المجتمعات الإسلاميّة ويسعون بأي وسيلة وتحت أي عنوان لإيجاد النزاعات بين المسلمين ، والتي بتحقيقها تتهيّأ الأرضيّة الصالحة لتسلّطهم الكامل من جديد على جميع الدول الإسلاميّة ، ويساعدهم على ذلك هجومهم لنهب الثروات ، ومن هذه الجهة يجب الاحتراز عن أيّ عمل يؤدّي إلى التفرقة ، وهذا تكليف شرعيّ وإلهي » ، مذكّراً في كلمات أخرى بأنّ الذي يجمعنا وهو التوحيد والنبوّة والقرآن أكثر ممّا يفرّقنا ، ومن الواجب المؤكّد على جميع _________________ (١) الكافي ٦ : ٤٣٤.