المسلمين نبذ
الاختلاف ومحو آثار الفرقة ، من أجل تأسيس المجتمع المسلم المثالي المتقيّد بأحكام الله تعالى ، والمنضوي تحت راية العلماء الأعلام ، داعياً
جميع تلك الشعوب مادّاً لها يداً عارفة بالله تعالى قلّما مدّت مثيلاتها من موقعه
: « إنّني أمدّ يد الأخوّة لكلّ الشعوب الإسلاميّة ... ». وعمل على إعلان أسبوع الوحدة الإسلاميّة ، والذي حصره بين يومي مولد النبي الأعظم صلىاللهعليهوآله عند المسلمين السنة ١٢ ربيع الأول ، وعند المسلمين الشيعة ١٧ منه ، في إشارة منه إلى جمال تعايش المسلمين وإنْ اختلفت أفكارهم وتباينت قراءاتهم مع بعضهم البعض ، فلا ضرر في ذلك ما دام كلّ طرف متمسّك بالعمل بمقتضى حجّته ، مع احترامه للطرف الآخر ، فالساحة الإسلاميّة تتسع الجميع. وجاء بعد ذلك السيّد الجليل المغيّب
المغدور موسى الصدر فرّج الله تعالى كربته وفكّ أسره إنْ كان حيّاً ، وألحقه بآبائه الكرام البررة ، إنْ كان قد جاور
ربّه فدعا بدوره إلى توحيد آليات العمل الإسلامي للعلماء والفقهاء ، لتحذو العامّة حذوهم ، وتحرّك في ذلك الإطار ، فكتب المقالات ، ووجّه رسائل تضمّنت مطلبه ورغبته منها : رسالته إلى الشيخ حسن خالد مفتي الجمهورية اللبنانية ، جاء فيها : « في هذه الأيام العصيبة التي تلّفّ
الأمّة بالقلق ، وبين يدَي هذه الأخطار المحدِقة التي تجعل المنطقة كلّها ( حاضرها ومستقبلها ) في مضرب الطوفان ، تبدو لنا بوضوح أكثر فأكثر حاجة المسلمين الملحّة إلى وحدة شاملة متلاحمة ، لجمع ما تفرّق من صفوفهم ، وتوحيد ما تبعثر من جهودهم ، وذلك حتّى تتبيّن لهم مواقع أقدامهم ، وتعود الثقة إلى أنفسهم ، وهم في طريقهم إلى المستقبل ، وأمام بناء تاريخهم وأداء مسؤولياتهم. إنّ جمع الكلمة وتوحيد الطاقات وتنمية
الكفاءات ليس موجبها كونها من