الخاصيّة السابعة : كونها الزهراء
لُقّبت فاطمة بالزهراء للنور الذي يزهر منها إلى عنان السماء إذا قامت في محرابها للصلاة. وفاطمة عليهاالسلام ضاهت ، بل فاقت مريم العذراء في تهجدها وعباداتها ، لذلك كساها الباري تعالى من نوره ظاهراً وباطناً ، وأسبغ عليها من نعمه ومننه ، حتّى قرن غضبها من غضبه ، ورضاها من رضاه ، وهذا مقام لم يستطع أحد من العالمين الوصول إليه غيرها. ولا عجب في من خرجت إلى الدنيا من نور حبيب الرحمان ، وتربّت بين سيّد النبيين صلىاللهعليهوآله ، وسيّدة نساء أهل الجنة عليهاالسلام ، ثم انتقلت إلى بيت سيّد الوصيين عليهالسلام ; لتتولى دورها المهم في تنشئة وإعداد أنوار الأمة وهداتها عليهماالسلام.
كيف ظلمت ؟
مظلومية فاطمة عليهاالسلام ، غير خافية على المتتبع لأحداث ما بعد موت النبي صلىاللهعليهوآله ، فقد اقتُحِمَ عليها بابُها الذي جعله الله تعالى قبلة ومقصداً للمسلمين ، وحادثة سدّ الأبواب إلّا بابها من أوضح الواضحات ، لا ينكره إلّا جاحد ، انتُهكت حُرمة بيتها ، ووجىء في بطنها فأسقطت محسناً ، وضُرِبت وكُسِر ضلعها من طرف الغاصبين للحكومة الإسلامية ، حتّى كادوا يحرقون عليها بيتها بمن فيه ، مع علمهم التام واليقيني بمقامها ، ومكانة زوجها الرفيعة ، التي لا يشكُّ فيها إلّا منافق خبيث الولادة ، ذلك التعدي الصارخ على حرمتها ، لم يكن وليد تلك اللحظة ، بل إنّ فيه ما يشير إلي أنّ أضغان المعتدين كانت مضطرمة قبل ذلك بكثير ، فقد كانت قلوبهم تتقد حقداً ، وأفئدتهم تشتعل حسداً كلما رأوا النبي الأعظم صلىاللهعليهوآله مهتماً بذلك البيت الطاهر ، ومعتنيا بأفراده المميزين عليهمالسلام ، مشيراً إلى فضلهم ، ناصّاً على منزلتهم الرفيعة عند الله تعالى وعند رسوله صلىاللهعليهوآله ..