إليه الكاتب والناقل من الانترنيت ، الكتاب عنوانه « الرافضة أو الإماميّة الاثني عشريّة أو الجعفريّة » ، لم يكن ذا منهجية محدّدة في تعامله مع أكثر الموضوعات التي تناولها ، ولا روعي فيه تثبيت المصادر الواردة فيه ; لأنّ كلّ صفحاته قد ذكرت مصادرها من (١) إلى (٥) تقريباً ، واشتركت تلك الترقيمات في فهرست المصادر ، فلم تعد تستطيع تمييز مصدر من غيره. هذا من الناحية الفنية ، أمّا من حيث المحتوى فلم أقرأ في حياتي مهزلة سُميّت كتاب غير ذلك الكرّاس.
للكراس سبعة مباحث ، ظاهرها يوحي بأنّ الكاتب وكتابه من أهل الاختصاص ، لكنّك عندما تقرأه لا تخرج بانطباع حسن عنهما ، لأنّك ستكتشف تهافت الكاتب على إثبات أنّ عقيدة المسلمين الشيعة ، هي إلى اليهود أقرب منها إلى الإسلام ، ومن أجل إضفاء التقوى وخشية الله تعالى على نفسه وعلى كتابه ، بثّ الكاتب عددا من الآيات القرآنية التي يستشفُّ القارئ منها بشكل إيحائي أنّ الكاتب على حقٍّ في جميع أقواله ، وأنّ من كتب عنهم على الباطل مطلقاً ، وكأنّ الآيات القرآنية التي ذكرها لا تعنيهم ، أو هي ليست في مصاحفهم.
سعى الكاتب إلى التأثير في محصّلة القارئ ، وجعلها تنساق معه في قناعاته ، التي ظهرت من كلامه أنها لا تتزحزح قيد أنملة ، فرأيه المسبق في تكفير المسلمين الشيعة ، لم يكن ليسمح له بأخذ آراء من ينتمون حتّى إلى مذهبه الأشعري ، فلا الدكتور طه حسين ، ولا الدكتور علي الوردي ، ولا الدكتور مصطفى كامل الشيبي ، ولا الدكتور علي النشّار ، ولا الدكتور حامد حفني داود ، ولا عبد الله فيّاض ، أقنعوه برأيهم الذي استقرّ على أنّ شخصيّة عبد الله بن سبأ اليهودي ، لا يمكن أنّ تكون حقيقيّة ، وقد اختلقها معاوية وحزب الطلقاء ، لتكون أكبر تشنيع على علي عليهالسلام وشيعته ، وتشبّث المتشبثين بها إلى الآن ، وهي تحكي حالة الغريق الذي يسعى للنجاة بأيّ شكل ، ويروم الخلاص بأيّ طريق.