قلت له : لماذا تأنس في مطالعتك لكاتب مجهول لم يذكر صاحبه اسمه على الكتاب ؟
فقال لي : إنّ الموقع الذي سُحب منه الكتاب ، إسلامي فيه ما يحتاجه المسلم من تفاسير وتلاوات للقرآن ومصادر للسنّة النبوية.
قلت له : ومع ذلك فلا بد من أن تأنس إلى مصدرك بمعرفة هويّة الكاتب ، على الأقل ليطمئنّ قلبك وتعرف عمّن تقرأ.
التفت محمد إلى نصيحتي فوجدها منطقيّة فقال : كلامك صحيح مائة بالمائة ، أنا لم ألتفت إلى هذه الجزئية رغم أهميتها ، لقد أسهبتني المظاهر الإسلاميّة التي عليها الموقع على الانترنيت ، فنقلت الكتاب معتقداً أنّ فيه فائدة.
قلت له : لكنّك وقعت من حيث لا تعلم في شبكة من أدعياء العلم ، هدفها نشر الكذب بين أفراد الأمة الإسلامية ، وتعميق الهوّة الاعتقادية بينهم ، والتحريض على التكفير ، وأكثر من ذلك فقد صدرت فتاوى تبيح قتل المسلمين الشيعة باعتبارهم كفاراً ومشركين.
قال محمد : فبماذا تنصحني يا أخي ؟
قلت له : أنصحك وأنصح نفسي ، بأن نعطي لهؤلاء الذين اضطهدوا (١٥) قرناً فرصة ليَعبّروا عن فكرهم بمنتهى الحريّة ، فموائدهم في هذا المجال مفتوحة لكلّ من يروم الحقيقة ، نحن الآن في عصر العلوم والتكنولوجيا ، والقرآن الذي هو دستورنا الأصل ، يحثُّ على الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ، والجدال بالتي هي أحسن ، وليس بالتي هي أخشن ، فلنستمع إليهم ، ولنقرأ عن تواريخهم وكتاباتهم من علمائهم ، وليس من أعدائهم ، ولنشاهد ما يُقدّمونه اليوم من أمثلة ونماذج قد تكون النواة لعودة الدين من غربته ، لنقول كلمة الحق والعدل فيهم.
وأضفت إليه قائلا : إنّ الكذب ،
والادّعاء بالباطل على الشيعة هما اللذان أخذا