بيدي إلى التشيّع ، ودعاوى الافتراء هذه قد استند عليها أغلب المحاربين لشيعة أهل البيت عليهمالسلام ، وهي في مضامينها لا تستند إلى دليل منطقيّ ، ولا تقف بحجّة ثابتة ، كلّ ما تشتمل عليه هي جملة من الأباطيل الواهية ، والظنون التي لا ترقى إلى الحقيقة مهما خلصت ، والكذب الذي ينمّ عن نفاق دفين لا علاج له.
لعل أكبر أكاذيب هؤلاء الأدعياء ، التي يراد بها صرف المسلمين عن حقيقة التشيّع لأهل البيت عليهمالسلام ، وإبعادهم نهائيّاً عن البحث والتساؤل والنظر ، في منهج أهل البيت عليهمالسلام ـ والذي كان محلّ سخط وتبرّم ونقمة ، من قبل الطغاة والظالمين على مرّ العصور ـ كذبتان كبيرتان ، واحدة موجهة إلى البسطاء من قليلي الثقافة والعلم ، وترتكز على الادّعاء بأنّ جبريل أخطأ في الوحي ، وعوض أنْ ينزل على عليّ ، نزل على محمّد. نعوذ بالله تعالى من هذا البهتان ، ونبرأ إليه من مخترعه الأفّاك ، ولا أخاله إلّا شيطاناً إنسيّاً مقرّباً من إبليس لعنه الله ، جاء بهذه الفرية ليُنفّرَ الناس من موالاة أهل البيت عليهمالسلام والتشيّع لهم.
أمّا الأخرى فهي موجّهة إلى الذين لهم ثقافة وعلم ، وتقول : إنّ عبد الله بن سبأ اليهوديّ هو الذي اخترع التشيّع عقيدة ، وإنّ ذلك حصل في عصر الإمام علي عليهالسلام.
والظاهر أنّ أصحاب هذه الأكاذيب ومن يقف
معهم فيها ، ليس لهم دين ولا عقل ; لأنّ الذي دفع الإمام عليّ عليهالسلام
إلى حمل السلاح ، والوقوف في وجه ثلاث فرق ، هو التحريف الذي بدأ يدبُّ في جسد الإسلام ، وينتقل إلى عقول المسلمين بكلّ خبث ودهاء ، فالناكثون وهم طلحة والزبير ، الذين بايعوا عليّاً عليهالسلام ، ثمّ نكثوا بيعتهم ، واصطحبوا معهم في خروجهم على الإمام عليهالسلام
عائشة زوج النبيّ صلىاللهعليهوآله
، ليوهموا الناس بأنّهم على الحقّ ، وقد استطاعوا أنْ يخدعوا كثيراً من الأعراب ، ويستميلوهم إلى صفّهم في حربهم القذرة ، من أجل الاستيلاء على السلطة ،