أقول : قد أوردنا الاخبار الكثيرة في ذلك في باب ذبح البقرة وغيره ، من ابواب قصص الانبياء عليهمالسلام.
١١ ـ م : قوله عزوجل « ولما جائهم كتاب من عند الله مصدق لمامعهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جائهم ماعرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين » (١) قال الامام عليهالسلام : ذم الله اليهود فقال « ولما جائهم » يعني هؤلاء اليهود الذين تقدم ذكرهم وإخوانهم من اليهود « كتاب من عند الله » القرآن « مصدق » ذلك الكتاب « لمامعهم » من التوراة التي بين فيها أن محمدا الامي من ولد إسماعيل المؤيد بخير خلق الله بعده ، علي ولي الله ، « وكانوا » يعني هؤلاء اليهود « من قبل » ظهور محمد بالرسالة « يستفتحون » يسألون الله الفتح والظفر « على الذين كفروا » من أعدائهم والمناوين لهم ، فكان الله يفتح وينصرهم قال الله عزوجل « فلما جائهم » هؤلاء اليهود « ما عرفوا » من نعت محمد وصفته « كفروا به » وجحدوا نبوته حسدا له وبغيا عليه ، قال الله عزوجل : « فلعنة الله على الكافرين ».
قال أمير المؤمنين علي عليهالسلام : إن الله تعالى أخبر رسوله صلىاللهعليهوآله بما كان من ايمان اليهود بمحمد قبل ظهوره ، ومن استفتاحهم على أعدائهم بذكره ، والصلاة عليه وعلى آله ، قال عليهالسلام وكان الله أمر اليهود في أيام موسى وبعده إذا دهمهم أمر ودهمتهم داهية أن يدعوا الله عزوجل بمحمد وآله الطيبين وأن يستنصروا بهم وكانوا يفعلون ذلك حتى كانت اليهود من أهل المدينة قبل ظهور محمد النبي صلىاللهعليهوآله بعشر سنين يعادونهم اسد وغطفان وقوم من المشركين ويقصدون أذاهم يستدفعون شرورهم وبلاءهم بسئوالهم ربهم بمحمد وآله الطيبين حتى قصدهم في بعض الاوقات اسد وغطفان في ثلاثة آلاف إلى بعض اليهود حوالي المدينة ، فتلقاهم اليهود وهم ثلاثمائة فارس ودعوا الله بمحمد وآله فهزموهم وقطعوهم.
فقال أسد وغطفان بعض لبعض : تعالوا نستعين عليهم بسائر القبائل ، فاستعانوا عليهم
__________________
(١) البقرة : ٨٩.