محادثاتنا العلمية ومناظراتنا الفكرية .. قال لي :
ـ « ألا ترى إلى رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كيف أبى أن تكون أسماء بني علي إلاّ كأسماء بني هارون ، فسماهم حسناً وحسيناً ومحسناً. وقال : « إنّما سمّيتهم بأسماء ولد هارون شبر وشبير ومشبر » حتّى أراد بهذا تأكيد المشابهة بين الهارونين وتعميم الشبه بينهما في جميع المنازل وسائر الشؤون » (١).
مع كُلّ هذا شعرت بأنّ عليَّ أن أواصل مجال هذه المناظرات ، ووفقاً لكامل ما تنطبق عليه شروط عقد مثل هذه الجلسات العلمية حتّى ولو كانت على مستوى شابين من الشباب ، يحدوهما الأمل للوصول إلى نتائج مشرّفة ترضي كلا الطرفين .. ليكون الاطلاع على فصولها وفي المستقبل حائزاً على الرسمية ، وعنواناً لكُلّ مصداقية لها أن تحمل قالب القانونية وتتزيا بثوب وحلة الصيغة الأكاديمية أو النظرية .. بعيداً عن أيّما تعصب يمكن أن تثيره الاجواء ، وبمنأىً عن أيّما حساسيات ليس لها أن تغني أو تسمن من جوع ، بل إنها كانت في جو يسوده الحب الإلهي ويملؤه الود الكريم حتّى كنا نتمنى لو كان كُلّ أفراد العالم يلجأون إلى حل مشكلاتهم العلمية والعقائدية والسياسية بنفس الطريقة التي كنا قد انتخبناها وعولنا عليها كُلّ نجاح وآخر .. فضلاً عن التزامنا بصور كافة الطموحات التي لا تنزع إلاّ إلى بلوغ شواطئ الاطمئنان وضفاف الهدأة من كُلّ عناء .. فما كانت تلك الأبحاث لتحيلنا إلى إنزال كُلّ غيظ ولعنة على الطرف الآخر ، أو تربص أيّما حالة نكوص أو ضعف من قبل
____________
(١) المستدرك ٣ : ١٦٨ ، ٢٦٥ وصححه على شرط الشيخين ، مسند أحمد ١ : ٩٨ ، الصواعق المحرقة : ١١٥.