الجانب الآخر كيما يكون لأحدنا أن يستغلها ، فيوجه إلى الخصم ( مع إنّه لا يوجد في كلا الطرفين أيّما تسويغ يعين على ترويج مثل هذا المعنى والمصطلح عموماً ) بأقدر لكماته وأفتك صفعاته ، بل يصير إلى إثارته والاستهتار بشخصه وعقائده ، والحط من تعاليمه ، ويصمه بأنواع الخصال المشينة .. وهذا مما كنا قد تعاهدنا على أن تربأ عنه نفوسنا ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً .. بل أصدق اللّه الحديث ونفسي ، وكُلّ من يسمع مقالتي ويقرأ أحاديثي أنّه ما كان أي من هذا الحديث لتفوح منه روائح مثل هذه التفسخات الخلقية العفنة والسقيمة .. فكان الأمر لا يعدو مسألة علمية ، بل أشبه بأي قضية يمكن أن تعترض أيّما طالبين جامعيين ، فيفزعا إلى حلها بمختلف الطرق ، والتحقيق في أصولها .. بل إنّها أشبه بقضايا جنائية واحداث وجرائم ، فكيف كان يمكن ان يجتمع فريق من المحققين الجنائيين لبحثها والتعاون فيما بينهم للتوصل إلى حلول تنصع فيها النتائج عن صور تبشر بكُلّ خير ونجاح ، فلا تنزع عن كلال ولا عن سأم حتّى ولو كان ثمة اختلاف في الرأي ومفارقات ( ولو كانت جسيمة الهوة وعظيمة الشق ) في وجهات النظر .. فإنّه ما كان لمثل ذلك إلاّ أن يكون نعمة تسوق إلى تلاقح أفكار الرجال من بعد عرضها على محكات مختلفة في الكيفية والكمية ، لسوق حصائلها ومن بعد ذلك الى سوح ترزح بأنواع من النتائج والاحتمالات الكفيلة بإماطة كُلّ لثام عن وجه الحقيقة ، وإضاءة كافة زوايا المسرح الذي كان للأحداث أن تتحرك من خلاله وفوق مساحات أرضيته .. بل إنّ لها أن تعيدها إلى لون النظر بنفس الصيغة التي تطابقت بها مع عين الواقع الذي ليس له أن يتحف نتائج التحقيق الحاصلة من