الفصل التاسع
مخالفة الشيعة حتى ولو كان ذلك على حساب الشريعة
كنا أشبه بالمغتربين إلاّ أنّ حالة الاغتراب هذه تضاعفت حالما وجدنا أنفسنا خلواً من أيّما هدف أو شعلة يتوخى المرء من خلالها تبيان مقاصده واستجلاء طرائقه. غير أنّ نسيج الزمن الذي جعل سلخ تباعاً كان له هو الآخر أن يفقد وبمرور الأيام وكرور الساعات شيئاً من بريق وجهه الذي صار يلتهب حتّى صار يضحي بلآلئ لمعانه .. فكيف لها أنْ تذوب دون أيّما إذلال للون من إمعان النظر وإنعام البصر لأ نّها بدت باهتة الألوان .. لم يكن كُلّ هذا ليعني لي أنّي قد غدوت دون هدف حتّى وجدت نفسى البث دون حراك أمام مساءلات عقائدية وتاريخية ، ظلت تمور في دواخلي ، وهي ما تزال تنبثق وتنمو كأنّها سحب دفنتها الدهور في أغوار الأرض ، فإذا ما عتقت الأيام زال التراب إثر الإنجراف وحملات التعرية الطبيعية ، لتبدو بعدها تلك السحب الأرضية واضحة حتّى صار لها أنْ تنتفخ لعد لفحة حبس دامت طويلاً ، كانت قد قضتها محتجزة في داخل الأرض عبر سلاسل وقيود مختلفة ، إذ كانت ترسف في ربقة اغلالها كُلّ تلك الأيام حتّى إذا ما استتب لها الوضع انتفخت وطارت إلى أعلى ، لتمكث هناك وهي تلوّح للجميع بقرب نثر التقدمات والهبات على رؤوس الخلائق كافة .. غير أنّي ما كنت أشعر بأ نّي لا أمتلك أيّما هدف ، يمكن له ان يتحرك في عباب أعماقي ، بل إنّي ما كنت لأفيق من سكرة