أن يحسوا بما فعله الغابرون من البشر ، ويشعروا بما أجرمه الماضون من السلف! ذلك أن الأخيرين ما كانوا إلاّ ناسخين لشرعة الرحمن ومن دون الإعلان عن نسخ الآيات القرآنية من قبلهم ، فإن كان الرسول يعلن أمام الملأ أنّ اللّه قد دفع إليه بوحي من لدنه يقضي بنسخ الحكم الفلاني ، وبعث الحكم الآخر ، فإنّ هؤلاء ما كانوا ليعلنوا كذلك! بل شرعوا ينسخون ومن دون التصريح بأ نّهم هم الناسخون أصلاً ، إنّما جعلوا يلصقون كُلّ ما وسعهم إلصاقه بجد كُلّ متقي : رسول الأُمّة! وإنّ وحيه كان قد نسخها. وهذا ما يمكن أن يذكره فلان وفلان من الرواة ، حتّى صاروا يحدثون بأ نّه لو كان لديكم أيّما شك فأتوا بهم على أعين الأشهاد من الملأ ، كيما يقرؤونكم ما سمعوه من رسول الإسلام حتّى مثل بين يدي الناس عشرات من هؤلاء الذين ألهبت بطونهم حرارة الدراهم حتّى جعلوا لا يفهمون كيف يكذبون على سيد الرسل انصياعاً لغايات هؤلاء المتنفذين .. وإذا ما ضاق بهم الحال والانتظار ، ريثما يحلّ الصيف والشتاء ، ويغدو عليهم من ينتحل لهم الروايات ويؤسس لهم نظرية إبداع وخلق الحكايا عن أقوال الرسول الأكرم ، طفقوا يعلنون عن تحريمهم لفلان سنة ، وكذا شريعة لأنّ المصالح تدعو إلى نبذها في الوقت الحاضر ، ذلك أنّ الماضى ولّى وولّت معه كُلّ مواريثه التي كان يحتاج معها إلى مثل هذه الأحكام .. ظناً منهم أنّ الطريق إلى كسر شوكة الهاشميين هي أقرب طريق إلى تدعيم شوكة حكوماتهم من حيث مخالفة كُلّ ما جاء به عميدهم علي بن أبي طالب! ليغدو بعدها كُلّ راو حتّى ولو لم يكن قد رأى الرسول أو آمن بالإسلام إلاّ حين كان لرسول اللّه أن يرحل إلى الرفيق الأعلى ، أو من قبل أن يتوفاه اللّه بعدّة شهور أو بسنة أو اثنتين مثلاً ، فإنّ لقول مثل هذا أن