يسير أو يحيا على شاكلة استساغها ضميره ، ودرج عليها فؤاده ، دون أن يعكر ذلك صفو مودتنا ووئام صحبتنا جميعاً .. أليس الحق معي يا هذا؟! ».
ـ « إذن نبضات هذه الأفئدة المسلمة ، لها أن تنطق بأريجها ، طالما أصحابها صم عمي بكم .. ».
فانقلبت غاضباً :
ـ « أنا لا أعني هذا؟ ».
بينما تابع كلامه ، وكأنه لم يسمع اعتراضي :
ـ « أو إننا أحبة ، طالما نلجم عنان ألسنتنا ، ونكبح فينا حالة التطلع إلى أمام .. أمرك كأمر الذين يقولون للآخرين : دعونا من أمركم لنا بالمعروف ، ونهيكم لنا عن المنكر من معاقرتنا للخمر والنساء و .. ، فإذا ما فعلتم فإنّا إخوانٌ على سرر متقابلين .. وما كان للدين أن يهادن على مستقبله أو يساوم على مصيره أبداً .. أجل يمكن مراعاة الخلق القويم ، وبسط المعروف إلى الآخرين ، وانشاد المودة لهم ، وتقصي ودهم ، وابداء حسن الطوية ، ولين العريكة ، ورفق الأريحية ، والتدرج في مسالك العرض والطرح .. وما إلى ذلك .. ولكن .. ليس قبل أن أعبر عن رأيي .. وإلاّ فأنا غير موجود ، ولما كان العكس واقعاً .. فإنّي ما كنت لأكون إلاّ قاتلاً لنفس يتحرك لهيبها بين أضلعي ، ذلك انّي ما كنت إلاّ قد قتلت نفسي وأدّعي أنّي موجود حي وأنا لا أحاول إثبات ذلك أبداً! ».
ـ « إنّك قد ذهبت بعيداً .. بعيداً جداً .. إنّي لا أطالب بخنق الحريات ومصادرة حرية الرأى من أجل .. أو على حساب الاحتفاظ بحسن علاقاتنا مع بعض ، أو بغية للتوصل إلى محاربة كافة الأسباب التي تحول دون استتباب مثل هذه الروابط الأخوية بين المسلمين ، وعدم تواصلها حية دائمة من دون