ـ « أي عصر تريد التعرض إليه بالضبط؟ ».
ـ « ولكن نريد أن نتعرض لعصر اشتداد الفوضى والخروج على حدود الأمانة في النقل ، يوم دار الزمان دورته ، ودب داء الحسد والتنافس على حبّ الرئاسة والتقرب إلى السلطان ، عندما اشتدت حاجته إلى مرتزقة يجعلهم قنطرة إلى غايته ، ليبرر مواقفه المخالفة لأحكام الدين ، فكان ما كان من تشجيع للكذابين والوضاعين ، فكانت هناك سلسلة أحاديث موضوعة رغبة في نواله ، وطلباً لاستصفاء ودّه ، وقد فتحت باب التقرب إلى السلطان بمفاتيح الأكاذيب ، فدخل الكثير منهم ».
ـ « فهذا غياث بن إبراهيم يدخل على المهدي ، وكان المهدي يحبّ الحمام ، فطلب منه المهدي أن يحدثه ، فيأتي بحديث عن أبي هريرة لا سبق إلاّ في حافر أو نصل ، وأضاف إليه أو جناح ، فأمر له المهدي بعشرة آلاف درهم ، فلمّا قام غياث قال المهدي : أشهد أنّه قفا كذاب على رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ما قال رسول اللّه جناح ولكنه أراد أن يتقرب إليّ » (١).
____________
(١) تاريخ بغداد ١٣ : ١٩٣.