وإلاّ ، فماذا كنّا ننتظر؟ هل كنّا ننتظر من هذا الفريق أن ينسحب من المباراة ، أو أن يتنازل عن التطلع إلى الفوز ، أو أن يتخلى عن اللعب بجسارة وإقدام ، أو أن ينسحب كُلّياً من الساحة من بعد أن يتركها لخصمه ، أو أن يتراجع عن التفكير بالفوز مطلقاً؟ وإلاّ ، فما كان لمثل كُلّ ذلك أن يعد لعباً مثيراً ، ومسابقة مشوقة! أو أنّه ما كان من احتمال ثان لإجراء مثل هذه المسابقات سوى فوز أحد الفريقين أو تعادلهما حتّى يتقرر الحل والعقد في مثل هذا الأخير ، في أثناء نزال آخر ، أو مباراة أُخرى قادمة ، أو معادلات حسابية خاصّة! وإذن ، فلا بدّ من التسليم إلى قاعدة الفوز والخسارة .. والاعتقاد بضرورة حصولها ( خارج اطار التحيزات التي يمكن أن تحصل من بعض حكام المباريات ، أو حدوث بعض الأخطاء غير القابلة للاصلاح من قِبَلهم ، أو عدم جدارتهم بتولي تحكيم مثل تلك الألعاب والمباراة حتّى ينقلب ظالماً ، وذلك حينما تبعث قراراته على خسارة الجانب الأكثر فعالية ، والأكثر جدارة بالفوز والنصر ) .. لأنّ من يقبل بمقدمات الأشياء ، عليه أن يرضى بنتائجها .. فما كان للمشجع أن يقبل على مشاهدة مثل هذه الألعاب ثُمّ يخر مغشياً عليه ، لأ نّه فوجئ مثلاً بخسارة من يشجعه أو يتحزب له ، وإلاّ فما كان ثمة من معنى لحضوره من الأوّل وبالكامل .. وكأ نّه ما كان يتوقع من الخصم أو الفريق المقابل إلاّ أن يتنازل عن الفوز أو اللعب إجمالاً ، أو أن يمنح نفسه خسارة مصطنعة ، لا يمكن التعبير عنها إلاّ كما يمكن التعبير عن أيّما أضحوكة وطريفة! لماذا؟ أما كانت ساحة اللعب ساحة مشرفة ، كُلّ يثبت عنفوان أهبته واستعداده ، ويلقي بأضواء مهارته حتّى يتفنن كيف يلصق براهين حكمته وقدرته وقوته .. دون إيذاء الخصم ، أو الغريم ، إذا ما كان يبتغي من هذه