العروض إلاّ ممارسة الشحذ للطاقات الإسلامية واختبار مختلف الطاقات الاستعراضية ، وإلاّ لو كان الأمر يتطلب عصبية ، لكان لكُلّ لاعب أن يحمل معه سلاحاً ، فيقتل خصمه حالما يتمكن منه دون الحاجة إلى نزال وحضور .. وما كان من الأخيرين الالتزام بالتشجيع دون حضور وروية وإمعان .. فالذي يلعب أفضل هو الذي يستحق الفوز ونوال الجائزة ، والمقام الأوّل .. أو احراز حتّى الثاني في المسابقات .. أو الثالث .. وبالتالي ليس له أن يبقى في الظل أو تبتلعه أجواء الكواليس ، مع أنّ هذا الذي لم يحالفه الحظ ، فما كانت لتشكل له مثل هذه المسابقات إلاّ فرصة لاستعادة الثقة ، ومعرفة ألوان الخلد التي يعيشها أو التعرف على جزئيات ما يملك ، أو اختيار كُلّ ما لديه ، مثل ما يحصل في المشاورات الحربية والتمارين الحية والفرضيات غير الحية ..
كذلك شعرت بحالي مع شيعة لأهل البيت .. كذلك هو حال الأديان والمذاهب عموماً .. فما كان للمرء أن يشتق له لون سعادة حتّى ينبذ الشقاء المر الذي لا يتمثل إلاّ في العصبية المستعملة في قبور القلوب البشرية والمتنوعة في ألوانها وضروب تخيلها الطائفي منها والعرفي والعنصري والمذهبي والشعبي وما إلى ذلك .. حتّى كان لها أن تجر الويلات على الأُمّة الإسلامية نفسها ، وتقسم شعوبها إلى دول ومقاطعات وامارات وممالك .. فلماذا لا تتحد البلدان العربية ، وهم ينادون بالقومية العربية؟ ولماذا لا تتحد شعوب الدول الإسلامية ، وهم ينادون بالإسلام ، وذلك الدين وطريقة المذاهب حتّى غدونا جميعاً وقلوبنا شتى ..
ولماذا تنوعت المذاهب وتعددت طرائقها .. وأصبحنا دعاة للشافعية والحنبلية والمالكية والحنفية دون أن نمنح الفرصة للشيعة كذلك بأن يُدعوا هم