تتعرض إلى الاغراء والمخاتلة ، وذلك في إثر وقع ما برحت أعلّق عليه أهمية وأُخرى.
تذكرت أبي ، واستذكرت أحاديث أُمي ، ورنوت إلى أُختي ، وعدت أنظر في وجه أخي ، وأخي الآخر ، وظللت أحاور قسمات وجه أُختي الكبرى حتّى عدت أتطلع إلى سحنة بشرة أُختي الصغرى. وهناك قفزت مقلتاي لتداعب معالم وجه أخي الآخر والآخر ، كما لو كنت أجوب أطراف السماء حتّى صرت أجوب شوارع وأزقة مدينتي .. وذلك بعد أن طوّفت في أروقة المنزل ، وانقلبت أتلو لحن الشغف الحثيث بكُلّ لون جدار وصورة ، وذكرى ولحن حركة ، ونوع أثاث وصبغة ملاءات واضفاءة مريلة حتّى دلفت إلى مستودع أسرار وجودي التي استكان عندها خاطري ، وسما في وجد أطرافها عنق آمالي الذي ما غادرت ولحد الآن سحبه ، تلك الزوايا التي ارتقت جدران غرفتي ، إذ ما فتئت أرقب أطياف الأمس فيها ، وأعيد أغذو سماء حاضري الجدباء بكُلّ ما احتملته ذاكرتي العجفاء ، وانطلقت به فوق ظهورها وهي تجلو الغمام ، وتنوي الاسراع دون التوقف ، ريثما أصل إلى نقطة تضيء لي كُلّ المقاصد ، أرضف من حنينها أضواء سحب عائمة فوق ظلال المجرات التي أثقلت كاهلي ، وأعيت خاطري حتّى شدهت بالي ، وتولهت بأيامها كالمتدلّه بغنجها ودلالها ..
إلاّ أنّي وقعت وبالتالي على مرادى الخفي ، فكانت تسترسل ألحاني مع أوراق تلك الأيام ، بينما جعلت ذاكرتي تنوء بذكر الشيعة وأهلها ، وألوان الخوف من كُلّ ما يميل إلى التطبع بصيغهم البحتة ، والتأقلم في أجواء انطباعاتهم المترامية فوق أديم لا أجهل منه سوى جلّه ، ولا أعلم عنه سوى