ـ « في طبقات الشافعية (١) ».
ـ « طبقات الشافعية؟ حقاً؟! ».
ـ « وأبو عمر الحنبلي المتوفى سنة ٦٠٧ هـ يعظم عليه البكاء والعويل يتناحون عليه رجالا ونساء ، وغسل في المسجد ، ونشف ماء غسله بخمر النساء ».
ـ « بخمر النساء؟ ».
ـ « أجل ، وبعمائم الرجال ـ للتبرك به طبعاً ـ ويتسابقون إلى تمزيق كفنه يتبركون به ، وكادت تبدو عورته ».
ـ « حقاً؟ ».
ـ « وذلك لولا محافظة الدولة على كرامته. فدفعت الناس عنه بالسيف ».
ـ « وبعد ذلك؟ ».
ـ « قال ابن العماد : ولولا الدولة لما وصل من كفنه إلى قبره شيء ».
ـ « إلى هذا الحد ، .. أقول : أين قرأت كُلّ هذا؟ أخبرني؟! ».
ـ « وجدته في شذرات الذهب (٢) ، ويمكنك مراجعته إن لم تطمئن! ».
ـ « وغير ذلك؟ ».
ـ « وتخرج النساء يوم وفاة المسترشد العباسي سنة ٥٢٩ هـ ينحن عليه يلطمن وهن منشرات الشعور ينشدن المراثي في الطرقات ».
ـ « وإذن ، فهم يعتقدون بكُلّ هذا الذي يفعلونه وذلك بحكم التكرار والتواصل! ».
____________
(١) طبقات الشافعية ٣ : ٢٥٩.
(٢) شذرات الذهب ٣ : ٣٠.