الأفراد بالعصمة؟ ».
ـ « فهذا أيضاً باطل لا معنى له ، فإنّ تصورهم كجماعة مستقلة عن أفرادها أمر اعتباري ذهني محض ، وهذا الأمر الاعتباري الذهني لا يقبل أن يتصف بصفة حقيقة خارجية هي العصمة!! ».
ـ « وكيف؟ ».
ـ « إنّ الهيئة المشكّلة منهم لا يمكن أن تتصف بالعصمة مع افتراض عدم عصمة هؤلاء الأفراد ».
ـ « وقد يحصل الادّعاء بهذا الصدد ، أنّ أهل الحل والعقد إذا اجتمعوا على أمر كان اجتماعهم ملازماً للصواب والحق عادة ، وذلك نظير أخبار جماعة كثيرة عن حادثة ، حيث يلازم ذلك صحّة الخبر إذا بلغ أخبارهم حدّ التواتر ».
فقال لي :
ـ « إلاّ أنّ مثل ذلك هو غير تام ، لأ نّه أولاً : لو فرض وجود هذا التلازم فهو لا يختص بهذه الأُمّة ».
بينما عدت اجتر منه عصارات ذهنه المركزة ، فعدت إلى مطالبته.
ـ « وثانياً؟ ».
ـ « وثانياً : لأ نّه لا ملازمة بين اجتماع طائفة من الناس على شيء ومطابقة ذلك الشيء للواقع الخارجي ، فكم من أمر اجتمع عليه أهل الحل والعقد بان خطؤه بعد حين ».
ـ « وقد يدّعى أنّ عصمة هؤلاء بتأييد إلهى وعناية منه تعالى وسعي منهم في اجتناب المعاصي وأعمال السوء ».
ـ « ولكن هذا الادعاء باطل أيضاً بالضرورة ، فما أكثر الهيئات الاجتماعية