الفصل الخامس عشر
الولاية والخلفاء
ـ « والحقيقة هي أنّه لو كانت هذه الكرامة لأهل الحل والعقد من الأُمّة المسلمة واقعاً ، لكان من المنطقي أن نشاهد تأكيد القرآن الكريم عليها واهتمام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ببيانها ، ولدارت حولها أسئلة كثيرة من قبل المسلمين محاولة استيضاح حدودها وشرائطها وتفصيلاتها والموقف من ملابساتها المتوقعة ».
ـ « ونحن نرى أن المسلمين تساءلوا عن كثير من الأُمور التي هي أقل خطراً منها ، بل لا تقاس قيمتها إلى هذه الكرامة المدعاة ».
ـ « أجل ، إنّك تؤكد مزاعمي ، إلاّ أننا نجد أنّ كُلّ ذلك يحدث مطلقاً ، وبقي هذا النظام الذي ادعيت له هذه الكرامة نظاماً غامضاً يفتقد أي صورة محدودة له ولو اجمالاً ، مما يؤكد لنا بوضوح أنّ هذا الادعاء ما هو إلاّ مجرد خرافة ، وأنّ الإسلام لا يمكنه أن يضع مثل هذا النظام وبهذا الشكل من الغموض والابهام ».
ـ « فكُلّ هذه الاحتمالات باطلة لا أساس لها ، ويتعين بالتالي ما قالت به الإمامية من أنّ المراد هم أفراد معصومون من هذه الأُمّة منزهون في أفعالهم وأقوالهم عن الخطأ والزلل مما يفرض على الأُمّة طاعتهم واتباع منهجم والانضواء تحت لوائهم ».
ـ « بالتأكيد! ».
ـ « ومعرفة من هم هؤلاء كيف تتم؟ ».