أئمة؟ وكيف لها ، وها هو من يؤم الناس في الصلاة يطلق عليه إمام الجماعة؟ ».
حتّى جعل آخر يذكّرني وهو ماجد! ماجد الذي وجدته لا يحمل تلك الشهادات الدراسية العالية ، بل استحقرت إمكانية إجراء أيّما مناظرة معه ، أو مساءلة. بدرني بالقول :
ـ « ألا يقول القرآن : ( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناس بِإِمامِهِمْ .. ) فهو قد شمل كافة الناس بقوادهم حينما أطلق على الأخيرين بلفظ الإمام. كما أنّه لما نجد أنّه من البدهي أن لا يكون جمع الناس مؤمنين ، بل أكثرهم كافرين .. فما كان ذلك سيدعونا إلاّ إلى التسليم ، بأنّ الإمام هو لا يشمل فقط القائد المؤمن ، بل له أن يصطلح عليه بقائد الكفرة كذلك ، أي من يضلّهم حتّى الناس بنهجه ، ويقتفي البشر رأيه ليتقصون بعد ذلك طريقه والعمل بسلوكه ، وما قاله أو أتاهم به .. لأنّ اللّه تعالى ، وفي آية أُخرى يقول : ( فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ )! فهذا تصريح شامل يعتني ببيان مثل ذلك خير بيان. فلِمَ تستكثرها على الخليفة الرابع؟! ».
سألني وأنا الذي صرت أبحث لعيني عن مرتع ومحل ، أناهض ومن خلالهما ، وعند أي منهما نظراتي ، وأنزع بهما صوبهما كيما لا تقع تلويحاته المطرقة تلك في أحداقي الملتهبة.
لقد أيقنت بعدها أن كافة علومي وما توصلت إلى حمله من معارف وتلقيته في صفوف الكُلّية ، وعرفته وأدركته في قاعات الجامعة ، كُلّه ما كان بوسعه ولا بميسوره أن ينجدني من هذه الأزمة ، ولا أن يخلّصني من هذه المعمعة والتي غدا لها دبدبات خارقة .. تتعاهدني بين الفينة والأُخرى كأنّها