لجج ليل غامر ، ليس له أن يبارحني موجه ، ولا أن تنقضي لياليه المسهدات ، سادراً في غيه ، دارجاً على غير هواي كأنّه أراد ممالأتي وملاحاتي ليس إلاّ! مع أنّه هو الذي ما كان ليمثل لي وفي السابق ، وفيما مضي ، إلاّ كُلّ عنوان لكُلّ مماحة ومناشدة لقضاء أمتع الأوقات ، وانفاقه في سماع شدو الألحان ، وعذب الأغاني الرابحة في سوقي الرائجة في بين عمائم أيامي الغادية كؤوسها مترعة ، بين موهن الليل ، وعذب الأريج الخالي من كُلّ وشيجة تخرجه عن رقيق وصاله ، ورشيق إنسامه.
بدأت أخاف مثل هذا التراكم من أوجاع الرأس حتّى مللت التفكير في غيب هذه الاطلاعات والابحاث. لقد ساورتني الشكوك في كُلّ ما أوتيته من قوة وعزم. لقد ملأني رعب قاس ، كأنّما أضطرم بين أحشائي ، ألمّ بي كأنّه يريد افتراسي حتّى ظل ينتابني مرة بعد أُخرى .. بينما كنت أُتعِب نفسي في معاندته ، إلاّ أنّه تمكن منّي! وبتُّ أسائل أهلي من البعد إلى البعد .. وأنا الذي ما كان لتخفى عني اهتماماتهم ، أو سحابات تعلقاتهم التي ما كان لها أن يتمسح بجبيني شيء من هذه العوالق الذهنية الخطيرة والتي لها أن تغير مجرى حياة المرء بين ليلة وضحاها.
بادرتني فكرة ما ، أو بالأحرى انتبهت إلى تاريخ البشرية وإلى ما كنت أعيشه وتعيشه ذهنيتي ، وأسمعه وأراه ، وما زلت أعتقد به ، من كُلّ ما له أن يتعلق بمجتمع النساء وتأثيرهن على قلوب أقوى الرجال الشجعان وأعتى الأبطال الأشاوس! وكيف كان للنساء أن يلعبن وعلى مرّ التاريخ ، دوراً مؤثراً! وكيف كان لهن أن يدرجن على إرعاب كُلّ من كان يهوى الحياة ، وإغراقه في عرض دوامة من سلسلة موجية هي أخطر ، تلهبه أسواط القتل وما