فإنّه من الغبن أن نفرط بالغاية لأجل الوسيلة ، ومن هو ذا الذي يملك لنفسه ضراً أو نفعاً. وما كان رسول اللّه ليملك مثلها حتّى يمكنه أن ينجينا في يوم غد في فتنة ضروس يمتد أوار اشتعالها ونار احتدامها إلى برازخ القبر وظلمات اللحود الغائصة في أتون الخوف والرعب .. إنّي لا أرى حالي هو أقل من حالي حتّى جعلت زوجه تروم به كُلّ مداخل الجحيم ، وهو يقبل على اشراقاتها المصطنعة من أجل تحقيق كُلّ مآربها دون أيّما تفكير أو وجل من البارئ .. إنّ هذه الدنيا أصبحت لي كعنق فتاة بيضاء ، جعلت تندي جبينها بما صار يلفح عنقها الغض الأملس .. وهي تساجلني بوقع شفاهها ، وتخاتلني ببريق عينيها ، وصفاء مقلها الناصعة بألوان الإثارة ولسعات الفتنة اللاهبة فوق خدّيها المنتفخين حتّى تنازلني دون أن تتوقع أيّما صدود من عندي أو حتّى مقاومة ، لتهذر معي ريثما تجود أعضاؤها الأُخرى على قلق أيامي .. وتسلب من هو في مثل حالي كُلّ اختياراته ، ليصحو بعدها وقد التقم نزراً يسيراً من ظل هذه الحياة الزائلة الرتيبة .. بينما فقد وبذلك كُلّ ما صبت إليه قلوب المحبين الوالهة بحب الإله الذي لا تخالطه أيّما عظمة يمكن لها أن تربو عليه فتربأ عندها نفوس العباد عن التنحي عنها ، وتشيح بنفسها بعيداً عن خلالها التي لا تزول قط .. لأ نّه ليس للمرأة أن ترافق الرجل في رحلته إلى العالم الآخر .. إلاّ أنّ لعمله هذا أن يرافقه ، ما دام هو خلقاً للّه ، وما زال هو كذلك إلى أبد الدهور حتّى ولو أبت أهواؤه أن يكون عبداً له .. لذا ، وجدت من اللائق أن أنبذ أيّما تعصب يمكن أن تثيره خلجاتي ، وتشعرني إياه فلتات انتماءاتي المذهبية وهي التي باتت تقلقني أكثر مما جعلت عيون أصدقائي وإخواني من أهل