الفصل التاسع عشر
أئمة المذاهب ما بين المرجعية والخلافة
كنت أذكر كافة أفراد عائلتي وأصدقائي ومن معي ومن غاب عني .. وكافة أقاربي .. ومن كان معي في الجامعة .. لقد ابتغيت الولوج إلى ساحة التحدي واتخاذ القرار ، لكن الخوف صارعني ، ومالأتني أيامه النكدة حتّى جعلت أنواع التحديات لا تألف سوى مناهضتي والالتحام في صفوف غريبة ورهيبة كيما تقفو أثاري وتمنعني من أيّما تحرك أخاله مثبتاً لأ نّها خالته غير ذلك .. فصارت ألوان احداق كُلّ من أعرفهم تناشدني كُلّ مراحل التأمل وعدم التسرع ، وهم الذين صاروا يتفرسون في مطالع رؤياي ، وكأنما جعلت تنبئهم بأصوات هلعة ، ومستقبل خارق للعادة مع أنّه لم أكن لأشعر أنا بأي من هذا ، وأنا الذي صرت أحس بكُلّ ما يزيدني هماً وخوفاً من اتخاذ أيّما خطوة أو الإقدام على أيّما حركة دون تحسب بأسبابها ، أو تحرٍّ لمجرياتها وتنقيب من آثارها المستقبلية ، فلا استشيع وأعود بعدها إلى مذهبي ، ولا اظل هكذا متسنناً ، وأنا لا ارتضي بمذهبي قلما يتسلط على وقع نبضاتي راصداً شطآن دخائلي ، كيف يغدو عليها الموج بمده وجزره ويروح .. إنّما كنت أريد وبنفسي أن أفحص الأُمور ، وانقّب عن الذهب والفضة ، واكشف جزائر اللؤلؤ والمرجان ، كيما لا أكون بآلاء ربي كاذباً حتّى يسائلني : فبأي الاء ربك تكذب يا هذا ، كما أردت أن أطوي كشحاً عن التفكير بأي عالم من علماء