الناس بتقليدهم .. فمن كانوا يقلدون هؤلاء ومِن قبل يا ترى؟ .. وهل يعد تعبّد الناس الذين سبقت أزمنتهم أزمنة أئمة المذاهب الأربعة ( فيما لو اعتقدنا بأنّ عدم تقليد أحد هؤلاء الأئمة غير جائز ) لم يكن سليماً ، أو لم يكن صحيحاً .. إن قلت لاصحابي إنّ الناس كانوا قد اكتفوا بمن كان موجوداً في عهد الخلفاء الراشدين ، فهل كان لهم أن يعينوا لنا بمن اكتفوا .. وهل كان لهم ان يشخصوا لنا لِمَ لم يستمر مثل هذا الاكتفاء .. فإن انتفى فيما بعد ، فما كان له إلاّ أن ينتفي فيما سبق .. لأنّ لمثل ذلك أن يطلق عليه قاعدة لا تقبل التوالي ولا التواصل .. غير أن الإسلام ما كان ليقبل إلاّ التواصل وعلى المدى وإلاّ لساخت الأرض بمن فيها .. لأ نّه لو خليت لقلبت! وهل كان للبشرية المسلمة أن تكتفي كذلك في عهد الأمويين .. ، وإن عبرنا عن ذلك بالاثبات ، فمن كان هؤلاء الذين يكتفي بهم البشر آنذاك؟! كذلك ، ما كان لينفي هذا الاثبات إلاّ كُلّ حادث كان له أن يحصل ويستجد في العصور العباسية مما له أن يمثل عدم الاكتفاء .. مع أن خطوط هذا الآخير وحسب ما يمكن أن يعنيها من يعتقد بها كان لها أن تتواصل ، .. فلماذا يعرض عنها الخلفاء العباسيون وينشدون سياسة إحداث فقهاء جدد؟! وصناعة علماء لم يسمع بهم أحد من قبل؟ وإن عبرنا عن ضرورة احتياجات الناس الملحّة وذلك لتعاظم ظروف الزمان ، واختلاط الدهور ، وانبساط المستحدثات من المسائل وكثرة الفتوحات وحاجة الأمصار والأعمال الجديدة إلى تدوين لقوانين الشرع وأحوال الدين ، كيما يتبصر بها ذوي النهى والحجى ، ويعقلها أصحاب الأذهان ، ويفهم ظاهرها عوام الناس وعموم البشر والعباد من خلق الرحمن .. فكان لي أن أتساءل عندها ، فهل كان الناس ومن قبل يتعبدون ومن دون تقليد ، وإن كانوا يقلدون